الأحد، 8 أغسطس 2010

لك الله يا معشوقتي

رئيس التحرير > لك الله يا معشوقتي

نشر في 08/08/2010

بقلم احمد خيري



حينما نتحدث عن التقدم العلمي .. والنظريات .. والمعامل نفتش عن العلماء والمفكرين .. وحينما نهرب من الحياة ونتعلق بالسماء نذهب إلى أماكن الصوفية والزاهدين .. وحينما نمرض وتداهمنا الكوابيس ويعصرنا الخوف ونري الدنيا سوداء نذهب للأطباء .. كل ما أتحدث عنه أمر طبيعي يعرفه الوزير أو حتى ماسح الأحذية .. لان لكل شخص تخصصه ، ولكل منهم حججه وتفكيره ..

ولكن ما رأيكم بعالم يتحدث باقتناع ويرغي باستفاضة في الخرافات .. ورجل متصوف يكلمك في "بدرة العفريت" والاكتشافات العلمية .. وطبيب يحدثك في ميكانيكا السيارات .. بالتأكيد سوف تقول " ربنا يعوض علينا "

ساعة كاملة .. وقع نصيبي في السفر بجوار عالم ومفكر .. أخرج من حقيبته مجموعة صور عجيبة .. غريبة .. والأغرب كيف لهذا العالم أن يصدقها ؟ والأدهى انه اصفر وجهه وارتدع كأن حية عضته وقال لي بعد رفضي تصديق ذلك : استغفر ربك "..

وقتها شعرت بالنار ترتع في ملابسي .. وسمعت صوت فوران دمائي وهي تغلي داخل عروقي .. لأني أدركت بأن معشوقتي التي افتتنت بها للنخاع " مصر " تم اختطافها من بين ذراعي وانا بلا حول ولا قوة ..

الصور .. لسيارة تمشي في طريق صحراوي .. كل منها يمثل مرحلة في انشقاق الأرض وأبتلعها .. كان همي وقتها أن يعرفني علي المصور الفنان ، الذي كان يلاحق هذه السيارة ويصورها لحظة بلحظة .. ومن جاءته الجرأة وهو أمام معجزة ؟ ولماذا ابتلعت الأرض هذا الشخص ؟ أسئلة عديدة طرحتها عليه لكي يشعر بأن ما يقوله يدخل في باب الأساطير ، التي ما تزال تسيطر علي عقول الأمة النابض .. وأملنا في تطويرها والنهوض بها ..

انسحق .. وانتفضت عروقه واحمرت عيونه .. وكأني أخطأت في الذات الإلهية " استغفر الله " .. جميعنا .. نقدس ..ونحترم الأم ونعلم مكانتها الدينية .. ونخاف من غضبها .. ونقبل يديها لكي تدعوا لنا بالصلاح .. ونخاف دعوتها علينا .. ولكن لم أرى .. أو اسمع .. أم تدعوا علي ابنها بان تبتلعه الأرض .. فتنشق وتبتلعه بسيارته ..

سألته .. ولماذا السيارة ؟ ساعة كاملة وهو يستخلص الحجج والبراهين وكأنه في معمل التجارب ، ليثبت لي صدق الخرافة.. في زمن احتل فيه العلم المكانة الأولي في تفسير الظواهر الطبيعية ..

بعد أن تركني سألت نفسي .. هل هذا هو التغيير والتطوير المطلوب لنا .. لك الله يا مصرنا

الأحد، 1 أغسطس 2010

تسويق"الإسلام الكاجوال"




رئيس التحرير > تسويق"الإسلام الكاجوال"

نشر في 01/08/2010

بقلم احمد خيري



يمكننا أن نتفهم أن تسويق الماركات الأمريكية الاستهلاكية فن وهندسة ومليارات الدولارات .. ويمكننا مسامحة وكلاء وعملاء أمريكا المحليين المتخصصين في "شفط ولهط " المعونات الممنوحة للدول الفقيرة .. ويمكننا مواساة أنفسنا وتقبل وجود مثقفين متخصصين في ترويج الافكار السياسية الامريكية والغربية .. ولكن ما لا يسبح به شبابنا أن يكون هناك " عملاء " وسماسرة يشوهون قيمنا الإسلامية وتسويق وترويج " الإسلام الكاجوال " الذي يحقق المصالح الأمريكية والغربية ..

هناك فرق لا يدركونه .. بين أن نعترف .. ونبجل .. ونرفع "الطاقية" الصوف الصعيدي والفلاحي ، لحنكتهم .. وخبرتهم في ترويج وتسويق الهواء المعبأ في زجاجات فارغة عبر وكلاء وعملاء ، وصلت لدرجة جعلوا فيها أطفالنا وشبابنا رغم " حياتهم الضنك " يستبدلوا "سندوتش" الفول والطعمية بالماكدونالد وفتة الشاورمة .. والفلاح يبيع ارضه لاستبدال الحمار بالعربية الامريكية .. والجلبية بالبنطلون الجينز الساقط.. وبين أن يستخدموا ويستغلوا انبهار شبابنا بالغرب .. وأحلامهم الوهمية عن الحرية المطلقة في تلك البلاد .. ويمرروا مخططاتهم الثقافية وإقناعنا بأن الإسلام هو السبب من تخلفنا .. فهذا ما لا يقبله اي شاب واعي وغيور علي دينه ووطنه

شعار مكشوف

منذ عام 2003 والحاجة الباحثة " شيريل بينار" بقسم الأمن القومي بأمريكا ، تقدمت بخطتها لصناع القرار الأمريكي ، لنجدتهم من الحرب المفتوحة والمكلفة علي الإرهاب الإسلامي " من وجهة نظرهم " .. وألقت علي عاتقهم والغرب مسئولية إعادة بناء الدين الإسلامي بما يتناسب مع مصالحهم ويتوافق مع أيدلوجيتهم .. وحتى يتم تنفيذ ذلك يجب العمل من خلف الستائر ، بطرق مختلفة عن القديم ومبتكرة بحيث لا يشك أحد في وجودهم وراء هذه الأفكار ..

والحق يقال .. أنهم كانوا صرحاء .. وواضحين في رفع شعاراتهم التي تزغلل العيون .. وتجري الريق .. وتزيد من لهفة البصاصين والعملاء على مساعدتهم .. فرفعوا شعار " شركاء وموارد واستراتيجيات " لتنفيذ مخططاتهم .. ودعايتهم .. في نشر مفاهيم وطقوس " الإسلام الكاجول " ....

هذه الكلمات الثلاث تمثل مفتاح المغارة الخاص بعلي بابا والأربعين حرامي ، بهم يحاولون استبدال قيمنا الدينية بأخري تتوافق مع مصالحهم ..

الكلمة الأولي "شركاء" وضعوها كنوع من التفخيم .. والتبجيل .. لكل شخص يتفق معهم ومع افكارهم من البصاصين والوكلاء .. كلمة تعني لدينا في القرى مربط الفرس .. والاساس .. حينما ذكروها كانوا متيقنين بأنهم لن يجدوا عناءا في البحث والتنقيب عن هؤلاء الشركاء الفاعلين من الإسلاميين .. لأن التحليلات الثقافية لديهم قالت لهم وأفهمتهم أن الصراعات الدائرة بين التيارات المتخلفة في عالمنا الإسلامي والعربي ، كل همها "الغرف والشفط" من "ابيار" ومستنقعات المال والسلطة .. وسوف يعثرون علي الكثير من العملاء ، ممن "يقبل " ويبوس الأيادي لكي يحنوا عليه في الاشتراك مع جهودهم في إعادة صياغة الأفكار الإسلامية وتشويه واستئصال ما يطلقون عليه الفكر الاسلامي المتطرف من وجهة نظرهم ولديكم أمثال كثيرة من المفتيين الجدد والصحف التي تحمل شعاراتهم ..

الكلمة الثانية " الموارد " ولها بريق الماسي .. ورائحة الزبرجد .. تسمي لدينا في القاموس الشعبي الهبر والفتة المحلولة .. فيها أرقام واصفار تسبب الكومة السكرية ميزانيات ضخمة تصل إلى مليارات الدولارات ، تمنح للوكلاء المخلصين ممن يتمتعون بالازرع والأرجل الطويلة .. تجنيد الأنصار ونشر الكتب واصدار المجلات واستغلال الفيس بوك والمواقع الاجتماعية في تحمل الفكر الاصلاحي الاسلامي الجديد .

وكان الأمريكان صراحاء .. أعلنوها على الملأ عن برنامجهم لنشر قيم الديمقراطي وحقوق الانسان وما خفي .. وعينوا وكلاء رسميين تغدق عليهم الأموال ، وامعانا في التحدي يتم قطع تلك أموال الوكلاء من المنحة المقدمة لمصر.

اما الكلمة الاخيرة " الاستراتجيات " في خطتهم فهي تؤكد لنا أن كل شىء عندهم له دراساته وتحليلاته .. فالحاجة الباحثة " شيريل بينار" نصحتهم .. بأن يبتعدون في اختيارهم للعملاء والوكلاء علي التقسيم والتصنيف التقليدي للتيارات الفكرية .. واختارت لهم تصنيف ومنهجية مبتكرة .. قالت لهم بأن العالم الإسلامي لديه أربع تيارات تتنافس وتتصارع علي جني الغنائم والمناصب .. وهم العلمانيون والحداثيون والتقليديون والاصولوين .. ولكن اقربهم لنا هما العلمانيون والحداثيون رغم الغموض في نظرة العلمانيون نحو الديمقراطية الغربية .

أما طريقتها المبتكرة .. فهي البعد عن قيم كل تيار .. وأن يكون الفيصل لديهم هو موقف كل تيار ازاء بعض الموضوعات والقضايا الرئيسية التي تهمهم وتحقق مصالحهم .. مثل الديمقراطية وحقوق الإنسان والشواذ وتعدد الزوجات وموضوع الأقليات ولبس المرأة والسماح للازواج بضرب الزوجات .. لأن هذه القضايا هي التي تساعد على تهميش التيارات الاسلامية المعادية لمصالحهم .. وبالفعل وجودوا الكثير والكثير من الوكلاء والبصاصين .. ولكن لن ينجحوا لان لدينا شباب غيور علي دينهم وأوطنهم

تسويق"الإسلام الكاجوال"


يسرني معرفة رأيك حتى لو خالفني..ويمكن أن يستفاد منه