الأحد، 8 أغسطس 2010

لك الله يا معشوقتي

رئيس التحرير > لك الله يا معشوقتي

نشر في 08/08/2010

بقلم احمد خيري



حينما نتحدث عن التقدم العلمي .. والنظريات .. والمعامل نفتش عن العلماء والمفكرين .. وحينما نهرب من الحياة ونتعلق بالسماء نذهب إلى أماكن الصوفية والزاهدين .. وحينما نمرض وتداهمنا الكوابيس ويعصرنا الخوف ونري الدنيا سوداء نذهب للأطباء .. كل ما أتحدث عنه أمر طبيعي يعرفه الوزير أو حتى ماسح الأحذية .. لان لكل شخص تخصصه ، ولكل منهم حججه وتفكيره ..

ولكن ما رأيكم بعالم يتحدث باقتناع ويرغي باستفاضة في الخرافات .. ورجل متصوف يكلمك في "بدرة العفريت" والاكتشافات العلمية .. وطبيب يحدثك في ميكانيكا السيارات .. بالتأكيد سوف تقول " ربنا يعوض علينا "

ساعة كاملة .. وقع نصيبي في السفر بجوار عالم ومفكر .. أخرج من حقيبته مجموعة صور عجيبة .. غريبة .. والأغرب كيف لهذا العالم أن يصدقها ؟ والأدهى انه اصفر وجهه وارتدع كأن حية عضته وقال لي بعد رفضي تصديق ذلك : استغفر ربك "..

وقتها شعرت بالنار ترتع في ملابسي .. وسمعت صوت فوران دمائي وهي تغلي داخل عروقي .. لأني أدركت بأن معشوقتي التي افتتنت بها للنخاع " مصر " تم اختطافها من بين ذراعي وانا بلا حول ولا قوة ..

الصور .. لسيارة تمشي في طريق صحراوي .. كل منها يمثل مرحلة في انشقاق الأرض وأبتلعها .. كان همي وقتها أن يعرفني علي المصور الفنان ، الذي كان يلاحق هذه السيارة ويصورها لحظة بلحظة .. ومن جاءته الجرأة وهو أمام معجزة ؟ ولماذا ابتلعت الأرض هذا الشخص ؟ أسئلة عديدة طرحتها عليه لكي يشعر بأن ما يقوله يدخل في باب الأساطير ، التي ما تزال تسيطر علي عقول الأمة النابض .. وأملنا في تطويرها والنهوض بها ..

انسحق .. وانتفضت عروقه واحمرت عيونه .. وكأني أخطأت في الذات الإلهية " استغفر الله " .. جميعنا .. نقدس ..ونحترم الأم ونعلم مكانتها الدينية .. ونخاف من غضبها .. ونقبل يديها لكي تدعوا لنا بالصلاح .. ونخاف دعوتها علينا .. ولكن لم أرى .. أو اسمع .. أم تدعوا علي ابنها بان تبتلعه الأرض .. فتنشق وتبتلعه بسيارته ..

سألته .. ولماذا السيارة ؟ ساعة كاملة وهو يستخلص الحجج والبراهين وكأنه في معمل التجارب ، ليثبت لي صدق الخرافة.. في زمن احتل فيه العلم المكانة الأولي في تفسير الظواهر الطبيعية ..

بعد أن تركني سألت نفسي .. هل هذا هو التغيير والتطوير المطلوب لنا .. لك الله يا مصرنا

الأحد، 1 أغسطس 2010

تسويق"الإسلام الكاجوال"




رئيس التحرير > تسويق"الإسلام الكاجوال"

نشر في 01/08/2010

بقلم احمد خيري



يمكننا أن نتفهم أن تسويق الماركات الأمريكية الاستهلاكية فن وهندسة ومليارات الدولارات .. ويمكننا مسامحة وكلاء وعملاء أمريكا المحليين المتخصصين في "شفط ولهط " المعونات الممنوحة للدول الفقيرة .. ويمكننا مواساة أنفسنا وتقبل وجود مثقفين متخصصين في ترويج الافكار السياسية الامريكية والغربية .. ولكن ما لا يسبح به شبابنا أن يكون هناك " عملاء " وسماسرة يشوهون قيمنا الإسلامية وتسويق وترويج " الإسلام الكاجوال " الذي يحقق المصالح الأمريكية والغربية ..

هناك فرق لا يدركونه .. بين أن نعترف .. ونبجل .. ونرفع "الطاقية" الصوف الصعيدي والفلاحي ، لحنكتهم .. وخبرتهم في ترويج وتسويق الهواء المعبأ في زجاجات فارغة عبر وكلاء وعملاء ، وصلت لدرجة جعلوا فيها أطفالنا وشبابنا رغم " حياتهم الضنك " يستبدلوا "سندوتش" الفول والطعمية بالماكدونالد وفتة الشاورمة .. والفلاح يبيع ارضه لاستبدال الحمار بالعربية الامريكية .. والجلبية بالبنطلون الجينز الساقط.. وبين أن يستخدموا ويستغلوا انبهار شبابنا بالغرب .. وأحلامهم الوهمية عن الحرية المطلقة في تلك البلاد .. ويمرروا مخططاتهم الثقافية وإقناعنا بأن الإسلام هو السبب من تخلفنا .. فهذا ما لا يقبله اي شاب واعي وغيور علي دينه ووطنه

شعار مكشوف

منذ عام 2003 والحاجة الباحثة " شيريل بينار" بقسم الأمن القومي بأمريكا ، تقدمت بخطتها لصناع القرار الأمريكي ، لنجدتهم من الحرب المفتوحة والمكلفة علي الإرهاب الإسلامي " من وجهة نظرهم " .. وألقت علي عاتقهم والغرب مسئولية إعادة بناء الدين الإسلامي بما يتناسب مع مصالحهم ويتوافق مع أيدلوجيتهم .. وحتى يتم تنفيذ ذلك يجب العمل من خلف الستائر ، بطرق مختلفة عن القديم ومبتكرة بحيث لا يشك أحد في وجودهم وراء هذه الأفكار ..

والحق يقال .. أنهم كانوا صرحاء .. وواضحين في رفع شعاراتهم التي تزغلل العيون .. وتجري الريق .. وتزيد من لهفة البصاصين والعملاء على مساعدتهم .. فرفعوا شعار " شركاء وموارد واستراتيجيات " لتنفيذ مخططاتهم .. ودعايتهم .. في نشر مفاهيم وطقوس " الإسلام الكاجول " ....

هذه الكلمات الثلاث تمثل مفتاح المغارة الخاص بعلي بابا والأربعين حرامي ، بهم يحاولون استبدال قيمنا الدينية بأخري تتوافق مع مصالحهم ..

الكلمة الأولي "شركاء" وضعوها كنوع من التفخيم .. والتبجيل .. لكل شخص يتفق معهم ومع افكارهم من البصاصين والوكلاء .. كلمة تعني لدينا في القرى مربط الفرس .. والاساس .. حينما ذكروها كانوا متيقنين بأنهم لن يجدوا عناءا في البحث والتنقيب عن هؤلاء الشركاء الفاعلين من الإسلاميين .. لأن التحليلات الثقافية لديهم قالت لهم وأفهمتهم أن الصراعات الدائرة بين التيارات المتخلفة في عالمنا الإسلامي والعربي ، كل همها "الغرف والشفط" من "ابيار" ومستنقعات المال والسلطة .. وسوف يعثرون علي الكثير من العملاء ، ممن "يقبل " ويبوس الأيادي لكي يحنوا عليه في الاشتراك مع جهودهم في إعادة صياغة الأفكار الإسلامية وتشويه واستئصال ما يطلقون عليه الفكر الاسلامي المتطرف من وجهة نظرهم ولديكم أمثال كثيرة من المفتيين الجدد والصحف التي تحمل شعاراتهم ..

الكلمة الثانية " الموارد " ولها بريق الماسي .. ورائحة الزبرجد .. تسمي لدينا في القاموس الشعبي الهبر والفتة المحلولة .. فيها أرقام واصفار تسبب الكومة السكرية ميزانيات ضخمة تصل إلى مليارات الدولارات ، تمنح للوكلاء المخلصين ممن يتمتعون بالازرع والأرجل الطويلة .. تجنيد الأنصار ونشر الكتب واصدار المجلات واستغلال الفيس بوك والمواقع الاجتماعية في تحمل الفكر الاصلاحي الاسلامي الجديد .

وكان الأمريكان صراحاء .. أعلنوها على الملأ عن برنامجهم لنشر قيم الديمقراطي وحقوق الانسان وما خفي .. وعينوا وكلاء رسميين تغدق عليهم الأموال ، وامعانا في التحدي يتم قطع تلك أموال الوكلاء من المنحة المقدمة لمصر.

اما الكلمة الاخيرة " الاستراتجيات " في خطتهم فهي تؤكد لنا أن كل شىء عندهم له دراساته وتحليلاته .. فالحاجة الباحثة " شيريل بينار" نصحتهم .. بأن يبتعدون في اختيارهم للعملاء والوكلاء علي التقسيم والتصنيف التقليدي للتيارات الفكرية .. واختارت لهم تصنيف ومنهجية مبتكرة .. قالت لهم بأن العالم الإسلامي لديه أربع تيارات تتنافس وتتصارع علي جني الغنائم والمناصب .. وهم العلمانيون والحداثيون والتقليديون والاصولوين .. ولكن اقربهم لنا هما العلمانيون والحداثيون رغم الغموض في نظرة العلمانيون نحو الديمقراطية الغربية .

أما طريقتها المبتكرة .. فهي البعد عن قيم كل تيار .. وأن يكون الفيصل لديهم هو موقف كل تيار ازاء بعض الموضوعات والقضايا الرئيسية التي تهمهم وتحقق مصالحهم .. مثل الديمقراطية وحقوق الإنسان والشواذ وتعدد الزوجات وموضوع الأقليات ولبس المرأة والسماح للازواج بضرب الزوجات .. لأن هذه القضايا هي التي تساعد على تهميش التيارات الاسلامية المعادية لمصالحهم .. وبالفعل وجودوا الكثير والكثير من الوكلاء والبصاصين .. ولكن لن ينجحوا لان لدينا شباب غيور علي دينهم وأوطنهم

تسويق"الإسلام الكاجوال"


يسرني معرفة رأيك حتى لو خالفني..ويمكن أن يستفاد منه

الأحد، 25 يوليو 2010

"الإسلام الكاجول "

رئيس التحرير > "الإسلام الكاجول "

نشر في 25/07/2010

بقلم احمد خيري



سمعنا ورأينا واشترينا اللبس " الكاجوال " المستورد من الغرب .. قابلنا واستهجنا الشباب فوق "الكاجوال " من عبده الشيطان وأعوانهم .. ولكن المصيبة التي لا تقل في صدمتها ، عن ضربة قطار الصعيد لعربة محملة بالبشر ، أن يحاول أحد نشر نظرية " الإسلام الكاجوال " ..

"هم " يخططون ويبحثون عن أعوان لهم منذ ثمان سنوات.. يدربوهم على كيفية أعطائنا الحقن المخدرة ، وجرعات الأفيون والبانجو حتى نغيب عن وعينا ونستبدل قيمنا الإسلامية الصحيحة بما يسموه " إسلام ليبرالي " ..

نعم.. اقصد "أسلام كاجوال" .. يجب أن نستيقظ ونفيق ونترك مؤقتا المسميات "المجعلصة " التي تصيب الشخص بدوار في الرأس ، لا يقل في تأثير عن ساندويتش الفول في الصباح ، ونركز في مضمون هذه الثقافة الوافدة والغرض من ورائها .

الكارثة أنها ليست كلمات مسترسلة لفئة من العلمانيين أو نظرية جديدة لفئة من المثقفين أو كلمات مغرضة مما نصادفنا يوميا علي صفحات الفيس بوك.. وما يظهر الخبث وجبروتها أنها توجه يقف وراءه " أمريكا " بجلالة قدرها .. " الإسلام الليبرالي " هي دراسة تحليلية ثقافية وإستراتيجية أمام صناع القرار في أمريكا منذ 8 سنوات .

"هم " الذين أشرت إليهم في البداية ، كنت أقصد مركز الأمن القومي الأمريكي ، ذات اليد العليا في تقديم النصائح والدراسات لصناع القرار هناك ، أما دراسة " الإسلام الليبرالي " فقادتها وفندتها وحللتها الحاجة الباحثة " شيريل بينار" بقسم الأمن القومي بأمريكا ..

قامت بمجهود جبار وعبقري ، تمكنت من خلاله بمعاونة خالها "إبليس" وأعوانه ، من تحليل ثقافة المجتمعات الإسلامية والعربية ، وخرجت على رؤسائها هناك بأن التيار العلماني في الوطن العربي مكشوف ومفضوح ، ولن يقوى بمفرده علي تنفيذ مخططاتهم ونشر ثقافتهم .. وكان التساؤل الذي لف رؤوسهم ورعش أبدانهم ، ما هو الحل الذي ينتشلهم من مستنقعات حروب ضد الإرهاب ، والتي دخلوها تحت شعار " من ليس معنا فهو ضدنا " ، وترتفع فاتورتها وتكلفتها مع بداية كل نهار ، ولن يستطيعوا الاستمرار فيها طويلا ..

ظهرت فجأة عبقريتهم وقالوا بأن السبب الرئيسي في الإرهاب هو " الإسلام التقليدي المتعصب " ، وأن السلاح الوحيد للفتك به هو دمج قيم الإسلام بالقيم الليبرالية السياسية داخل فرن بوتاجاز كهرباء وإطعامه بعد تزويقه وتجميله للناس هناك خصوصا أنهم شعوب تحب الأكل.. وبالتالي " الإسلام الجاكوال " هو الطرق السهل لهزيمة الإرهاب وغير مكلف ..

وبعد انتهوا من " الطبخة " نظرية الإسلام الكاجول " منذ 2003 ، جاءت الدور علي البحث المتأني علي الأعوان ممن يملكون القدرة على تجميل الأفكار وهندسة الخطط وتسريبها لعقول الشباب المنتشرين علي الفيس بوك وجرائدهم ..

وحددت الدراسة لصناع القرار هناك .. أربع تيارات فكرية وثقافية منتشرة في العالم العربي والإسلامي ، هم العلمانيون والأصوليون والتقليديون والحداثيون .. وسألت أيهم اقرب لفكرهم ، ويمكن التعامل معهم ودعمهم ماديا لتوصيل مخططاتهم بدون أن يشعر العالم العربي والإسلامي بأنهم السبب ، ومن ثم تخفيف موجة الكره لهم ..

سوف نجيب علي هذا السؤال المقال القادم

الثلاثاء، 20 يوليو 2010

الاعلام الخاص يتاجر بالغلابة


رئيس التحرير > الاعلام الخاص يتاجر بالغلابة

نشر في 19/07/2010
بقلم احمد خيري


عليه العوض ومنه العوض .. البقاء لله في اعلامنا الخاص " سابقا " الملاكي "لاحقا"..

نعم .. أقصد الصحف والقنوات "الخاصة" التي ولدت "ملاكي" ترتدي ملابس مزيفه .. أصحابها أخذوا بالمثل الشعبي " التعلب فات فات وفي ديله سبع لفات " .. " أضرب ولاقي " .. حتي يجذبوا أهلنا الغلابة اخترعوا وابتكروا وسائل عديدة ، أهمها الغوص في مشاكل المجاري والحرمان والشباب الجالس علي المقاهي ، وزيادة في التنكيل بالناس ، ضربوا الحياة "دوكو أسود " ، فاغمقت الحياة في عيونهم وكرهوا حياتهم ..

ولأن أهلنا ناس غلابة وطيبين .. لم يسألوا أنفسهم .. هل يمكن لرجل اعمال أن يضحي بالملايين لكي يعادي ويهاجم الدولة ويخاطر بمصالحة من أجل عيوننا ؟ ولا في الحكاية رائحة غير نظيفة !

ببساطة لو طرحنا السؤال على الحاجة "فتحية " ربنا يعطيها الصحة ، ومن لا يعرفها فهي " ست بنت بلد " تفترش ناصية الشارع بالعيش البلدي .. سوف تجيب بكل جرأة أنها " دكاكين " تحمل نمرة ملاكي .. "بنزنس " ضمن آلاف المشروعات الخاصة ، يستخدمها رجال الاعمال كورقة ضغط للدافع عن مصالحهم ..

سياستها أصبحت معروفة للناس ، في البداية أخذت الطريق السريع لقلوب الناس ، تقرب منهم .. تحكي همومهم .. وبعد أن تتربع تظهر المحطات علي هذا الطريق .. محطات فيها مصالح الدولة ومغازلة لتنفيذ الأوامر ، تشويه صور رجال شرفاء ، ضرب تيارات غير محببة وغيرها من المحطات .. ولأن أهلنا غلابة يقتنعوا بأن هذه الدكاكين تدافع عنهم وتكشف الفساد ، وهي في حقيقة الأمر " صفقات " توقع ويكسب من ورائها رجل الاعمال..

أنا هنا لست ضد أستثمارات رجال الاعمال في الصحافة والاعلام ، ولكن أنا ضد أن يستغلوا كبت وأزمة وحياة الناس الغلابة ويتاجرون بها ..

ملحوظة

حتي لا يتهمني أحد .. بعد غد أقرءوا إعلام الدولة والصحف القومية تصارع طلوع الروح .. وتامر حسني كاتب "عليه العوض"

عيد حب " للحمير"




رئيس التحرير > عيد حب " للحمير"

نشر في
بقلم احمد خيري


بعد طول تفكير .. وتفنن .. ابتكر واقترح بعض العباقرة من أخواننا الكسالى .. تكوين لجنة قومية تبحث وتقر وتعتمد زيادة عدد الأعياد والأجازات .. وحتى يسهلوا عمل اللجنة .. أجهدوا أنفسهم وسارعوا بالتفتيش والتنقيب في تلابيب قلوب المصريين ، لالتقاط أي مناسبة سعيدة أو معزة دفينة لكائن محبب عليهم .. يحول إلى عيد قومي .. تنال فيها أجسادهم المرحرحة راحة أهدأ .. وعقولهم الكسلانة نوما أعمق..

وبعد تفكير طويل وصلوا إلى أن " الحمار " هو الشخصية المنطقية التي تستحق التكريم والتبجيل .. منزلته خاصة في قلوب العامة وعقول الأدباء .. منحوه حصانة أبدية ، وجواز سفر أحمر يسمح له بالمعيشة داخل البيوت جنبا إلى جنب مع أصحابه .. واقترحوا إطلاق أسبوع سنوي للاحتفال بعيد " الحب للحمير" يحصل خلاله الحمير والبشر على إجازة ..

ومن أجل إقناع اللجنة القومية بفكرتهم ، زيلوها بأسانيد وحجج وبراهين عديدة تقنع من يستحمر منهم بالبصم على القرار دون رفس أو نهيق .. فعددوا أفضاله وانجازاته العظيمة ، التي سجلتها الأعمال الأدبية الساخرة.

رأوا أن هذا العيد يأتي من باب الاعتراف ورد الجميل لأصحابه ، وضروري لإعادة الثقة لبني حمير بعد إدمان " التوك توك " ، وسماع الأغاني الهابطة - باحبك يا حمار- التي تستخف بمشاعره..

عبر جولة حمارية في الأدب والاجتماع فندوا وسجلوا إلى اللجنة ، افتتان الأدباء بعبقرية هذا الحيوان الذكي .. فالعم توفيق الحكيم جعل الحمار شريكا له في كتابة كتبه المتعددة "حمار الحكيم"، و "حماري قال لي".. يفكر ويناقش معه الأعمال الأدبية الساخرة .. يحلل المشكلات كأنه فيلسوف .. أو حكيم .. أو معجون في السياسة والاجتماع .. ينتقد الفن بذوق ورأي فني متخصص .. يستمع ويتمتع بأغاني عبد الوهاب والطرب الأصيل .. يرفرف قلبه لسماع قصص الحب من أصحابه .. وتفيض عينه بالدمع إذا سمع من يتألم أو يرى آخر حزينا .. ووسط كل ذلك كون لهم توفيق الحكيم حزبا للحمير ..

وتحدث عنه العقاد كثيرا في كتبه .. وحقق إبراهيم المازني أعظم فروسيته من فوق ظهر الحمار.. والروائي الفلسطيني إميل حبيبي جعله بطلا في رائعته "المتشائل"، وأظهر جميل السلحوت عبقرية الحمار في مؤلفاته "حمار الشيخ" و "أنا وحماري"..

وزادت نشوة الكسالى وهم يعضدون طلبهم بتزيل .. وتدقيق .. وتفنيد عظمة الحمار ، فذكروا بأنه يستحق هذا التكريم من زمن ، بعد أن كرمه العرب وحملوا اسمه تكريما وتقديرا ، كحمير بن عدي وقبيلة بني حمير وعياض بن حمار وغيرهم .. يضاف لذلك شرف مرافقة عمر بن الخطاب عندما فتح بيت المقدس واستلم مفاتيح القدس الشريف .. وحمل سيدنا عيسى من جبل الطور إلى القدس، كما أهدى المقوقس حمارا لسيدنا محمد عليه السلام... فهنيئا للمغنيين العرب ممن تتشابه أصواتهم مع صوت الحمير .. والدعاء لإخواننا الكسالى .

الاعلام الخاص يتاجر بالغلابة


يسرني معرفة رأيك حتى لو خالفني..ويمكن أن يستفاد منه

الثلاثاء، 14 أبريل 2009

مقال الفوز بجائزة نوبل لحشو الأدمغة



الفوز بجائزة نوبل لحشو الأدمغة

لو أردنا التطوير ومعانقة سماء التقدم.. يجب تصديق القائمين على تطوير التعليم!! .. حتى نسلح أولادنا بمهارات المنافسة داخل سوق العمل ، يتحتم الثقة والبحث عن المزايا الخفية المقصودة من تطوير التعليم !! .. فالفاهمين والمدركين يقروا ويبصموا بعظمة الجميل الذي يقدمها المسئولين للأسرة والمجتمع ، فهم يقضون ليلهم ويواصلونه بالنهار للخروج إلينا بمخططات " جهنمية " من الصعب أن تخطر على بال أعتى خبراء الغرب وأمريكا مجتمعين ؟

فكفانا حنق وقفز وراء الخبثاء ، ممن لا يدركون أو تتوفر لديهم حقائق علم التنجيم ، ويصعب عليهم تفهم الغايات الخفية من وراء تطوير التعليم ، التي أعادت للأسرة دفئها وأدت إلى خلق ظواهر أسرية كانوا قد تناسوها في زحمة الحياة .. والأيام القادمة المصاحبة لموسم الامتحانات ، تدحض كافة تأويلاتهم واتهاماتهم الخبيثة ضد جهود تطوير التعليم .. فسوف تتضح للعيان خلال الأيام القادمة عدد من الفوائد أهمها :-

1- تماشى أهداف التعليم مع المشروع القومي الخاص بإعداد علماء وخبراء المستقبل للفوز بجائزة نوبل " لحشو الأدمغة بالمعلومات الطائرة الشاردة " ، هذا النجاح دلل عليه أحد أولياء بقيامه بتوصيل أدمغة أبناءه الطلبة بجهاز كمبيوتر ، فكانوا أسرع منه في الحفظ ، وعند المسح ومحو المعلومات كانوا أسبق منه.

2- خوفا من فقد الهوية والبعد عن الأصالة ، تبتعد المناهج قدر الإمكان عن مجريات وتقنيات السوق المستحدثة التي يمكن أن تفقدنا أصالتنا .

3- غلق الباب أمام دخول الأرواح الشريرة إلى الأبنية والمعامل التعليمية ، فيتم إغلاقها ومنع تجهيزيها وتحديثها ، لضمان عدم إصابة أدمغة الطلاب بآفة الإبداع والتفكير.

4- نفخ الروح الاجتماعية داخل الأسر ، بعد فقدها " اللمة " لدرجة وصلت بهم بالنوم جميعا فوق الطبلية أو الطرابيزة التي يذاكرونا عليها .

5- ارتفاع معدل المودة والحميمية بين أبناء الوطن ، بعد تحول قضية تطوير العملية التعليمية إلى محور أحاديث ركاب الأتوبيسات والميكروباص ، وصلت بالأشخاص بأن يكلمون أنفسهم أثناء هرولتهم في الشوارع .

كل ذلك يدفعنا لتحنيط التماثيل وذبح القرابين لمطوري التعليم وأهلا بجائزة نوبل ..

أحمد خيري

الثلاثاء، 7 أبريل 2009

مقالي في جريدة اليوم السابع

احمد خيرى

المرأة وحب الذهب والزمرد .. أحمدك يا رب

الأثنين، 6 أبريل 2009 - 17:25

Bookmark and Share

النوم واليأس والعكننة والتثاؤب حتى درجة الشخير، دوامة أطاحت برؤوس تجار مصر، ودفعت باعة المحلات إلى الغلط فى "زوج" و"أم" الأزمة الاقتصادية.

ولكن هناك محلات فلتت من فخها، مثل الذهب والزمرد والأحذية الحريمى وكوافيرات الشعر التى تعمل ليل نهار، لأن زبائنها الأساسين من النساء ممن لديهن نهم وتعطش لا ينضب وقرون استشعار ضد الأزمات الاقتصادية، طالما وجد مبدأ "تأمين الذات قبل فوات الأوان"، ولكن للإنصاف تختلف كل امرأة عن الأخرى فى حجم ونوعية الاحتياج، حسب النوع الذى تنتمى إليه.

العلماء والخبراء "ذو النفوس الضعيفة" ممن يحملون الضغينة لحواء، قسموا المرأة إلى 6 أنواع لا سابع لها، وحثوا الرجل على حتمية اكتشاف من يريد الارتباط بها قبل "الغرق" فى بحور زواجها.

الأولى وصفوها بأنها "امرأة باردة" تميل إلى اقتناء الزمرد والياقوت، استناداً إلى مبدأ إحساسها بالتفوق على الرجل، وأن جمالها كفيل بإدارة رؤوسهم ودفعهم للسعى نحوها بالمودة والهدايا من العيار الثقيل.

أما الثانية فهى "المرأة العنيفة"، تتميز بأنها جبل من الصخر، تعشق التبديل والتقلب والتغيير والسعى نحو الجديد، دائما ما تتطلع إلى المستقبل بخوف وريبة، وتدرك أن الهرولة نحو كافة المحلات كفيل بتأمين مستقبلها من غدر الرجال.

أما النوع الثالث للمرأة، فأطلق عليه الخبثاء "المرأة النارية"، تعيش حياتها فى خيال ثائر بعيداً عن الواقع، عنيدة غير مثالية، دائما ما يراودها حلم متفرد، بأنها تقف فى منتصف شارع طويل تخترق جنباته أنوار براقة، وعلى جانبيه ترتص محلات الزمرد، وتحت قدميها مباشرة ينحنى العريس "المأسوف على عمره"، ينثر حبيبات الزبرجد واللؤلؤ، ويقول "أحمدك يا رب".

فيما أطلقوا على النوع الرابع اسم "المرأة المفكرة"، وميزوها بأنها تقضى حياتها منذ نعومة أظافرها الطويلة، تحلل وتمحص الهدايا التى يجب اقتنائها، لا تتأثر بدموع الرجل أو مبرراته حتى لو أخرج لها "سيالة" الجلباب الخاوية.

أما النوع الخامس فهى "المرأة العاطفية" تتحسس الحياة بقلب نابض وحنان جارف، ودائما ما تسعى لدفع رجلها للنجاح والتفوق، خاصة فى جلب المال لتأمين مستقبلها.

أما الأخير فيقصد بها "المرأة العادية" التى تتميز بالاعتدال والاتزان فى اتجاهاتها العاطفية وأسلوب تفكيرها، مما يجعلها تفضل القفز ناحية محلات الذهب اقتناعاً منها بأنه الحل الصحيح، لأن خامة الذهب أرخص من الزمرد، ويتيح لها سمسرة جزء من النفقات والمدخرات، للذهاب بها إلى محلات الأحذية والكوفيرات. وهناك نوع لا يعرفه العلماء يكاد ينقرض هذه الأيام، وأصبح عملة نادرة "المرأة المضحية" التى تضيع حياتها فى دعم الأسرة والأخذ بيدها، وهذا النوع يحتاج إلى اقتناء أدوات الغوص للبحث عنها فى قيعان المحيطات.

الاثنين، 30 مارس 2009

مقالي في جريدة اليوم السابع

حمد خيرى

لعنة الله على حياتنا الثقافية المعاصرة

الثلاثاء، 24 مارس 2009 - 13:13

Bookmark and Share

ترزح حياتنا الثقافية المعاصرة بين أنياب الانقسامات، يطفح على سطحها الفرق والتيارات والشلل ممزقة الأهداف والمضمون، كل يتفنن فى تشييد الأسوار وإقامة الحواجز الشائكة، واهماً بأنه "الزعيم" الذى يقطن حياة منعزلة داخل جزر منفصلة، اغتالوا مبدأ "الاختلاف فى الرأى لا يفسد للود قضية"، وتبارى كل منهم يقسم "بأغلظ الأيمان" وبرأس والده بأنه الأصح، والفئات الأخرى ضالة وموصومة بالجهل ومختوم على جبينهم مصير الجحيم فى الحياة الدنيا والآخرة.

لعنة الله على حياتنا الثقافية المعاصرة، حول الانقسام حياتنا الثقافية إلى دراما عبثية لا معقولة، لا يدرك فيها أحد وجود الآخر، حولوا حياتنا إلى خشبة مسرح مزدحمة يملأ أرجاءها طنين المثقفين المرتفع غير المفهوم، لدرجة يتأذى منها الجمهور، الكل منهم يتقمص دور البطولة.

مجموعة منهم يستيقظون مبكراً قبل الجميع، ويسارعون بالتقاط خشبة المسرح، يدفعهم فكرهم السلفى إلى تقديم حلول تراثية لعلاج مشكلاتنا المعاصرة ترى فى نفسها الأصح وحزمة المثقفين الباقية من الجهلة.

وفى اليوم التالى، تستبق مجموعة أخرى الجميع، يدفعهم ترعرعهم على مصاطب الغرب، يرفعون راية العصرنة فى حل المشاكل المعاصرة، وهؤلاء يقذفون كل من يتكلم عن الثقافة الأصيلة أو من ينادون بالمحافظة على التراث بأنهم ماضيون ومتخلفون.

وبين تلك المجموعات تطحن كيانات ضعيفة تناضل بتقديم البدائل من الحلول لمشاكلنا المعاصرة بفكر معاصر، ولكن فى ظل احترام مورثنا الثقافى.

لعنة الله على حياتنا الثقافية المعاصرة، فرغم أن تلك المجموعات يعدون من المثقفين، وتظلهم خشبة مسرح واحدة، إلا أنهم لا يدركون بعضهم البعض، مما أدى إلى وجود حالة من التمزق والتشرد التى انعكست بدورها على المجتمع ككل، وأضحينا لا نتحمل الرأى الآخر، وفقدنا التواصل فى الشارع والمنزل والعمل، مما نجمت عنه أخلاقيات صعبة المراس.

لعنة الله على حياتنا الثقافية المعاصرة، الخاسر فى النهاية هو المجتمع والمواطن العادى، ممن ينتظر وضوح الرؤية لدى المثقفين وتقديم الفكر البناء فى حل مشكلاته.

صحفى بالاهرام




تعليقات (7)

1

بدلا من أن تلعن الظلام أضئ شمعة

بواسطة: ابن عباس

بتاريخ: الثلاثاء، 24 مارس 2009 - 22:40

لعنت واسترحت لكنك لم تقدم لنا الحل ، مع أنكم في هذه الجريدة الغاشمة داخلين في الدائرة الملعونة ، قدمتم أناسا من أجهل خلق الله لينتقدوا أناسا من أعلم خلق الله ، وأي شخص يتكلم في أي حاجة ، وكل المحرمات تستباح باسم حرية الفكر وحرية التعبير ، لو سكت من لا يعلم قل الخلاف ........................

تكلموا بجهل أو بعلم فالله غالب على أمره ............

2

الثقافة لاتنزل من السماء مع المطر

بواسطة: هيما4000

بتاريخ: الثلاثاء، 24 مارس 2009 - 23:30

لماذا اللعنة سيدى؟ لماذا لاترجع الامور لمسبباتها؟ الثقافة وليدة المجتمع بصراعاتة السياسية والاجتماعية والاقتصادية حضرتك عايز حياتنا الثقافية تنزل مع الشتا؟ الثقافة انعكاس للتردى المجتمعى

3

نقض موضعي وتاييد فكري

بواسطة: كنزمان

بتاريخ: الأربعاء، 25 مارس 2009 - 10:07
4

ممكن اعرف انتو ليه مش بتنزلوا التعليق بتاعي كامل

بواسطة: كنزمان

بتاريخ: الأربعاء، 25 مارس 2009 - 18:30

لو سمحتم لو في اي اعتراض علي المتعليق ارسلو ليا رد يعرفني

5

ابحثوا عن معاني الكلمات

بواسطة: محمد فوزي

بتاريخ: الخميس، 26 مارس 2009 - 11:41

من الواضح ان الكاتب له تجربة او اكثر في المجال الثقافي والادبي والمسرحي، وهذا لمن يقرأ بفهم ووضوح.
فالحياة الثقافية لها اكثر من طريق .. والكاتب يشاركنا همومه في المجال، حيث تجد من يبحث عن الاصالة ومن يهلل للغرب. اري ان الكاتب لديه هموم ثقافية طالما يحاول ان يجد لها حلول ولكن الذنب ذنبا نحن . حيث لا نهتم بقافتنا ومبدائنا.

6

راي

بواسطة: باسم

بتاريخ: الخميس، 26 مارس 2009 - 12:47

اعتبر كاتب هذا المقال هو يقوم بنقد الحياة الثقافية في المجتمع المعاصر حيث انه يري هذا المجتمع من وجه نظر ويقول الاختلاف الراي لا يفسد للود قضية ويري ان كثير من المثقفين المعاصرين ينشرون الثقافة علي اهواءهم وارئهم فتجد من لايعرف شيئا يتكلم في الثقافة ويدعي انها الثقافة المعاصرة والجميع يتاثر به مع الاختلاف في وجهات النظر وهو يري انه ا من وجهه نظره ويلعن الحياة الثقافية المعاصرة.

7

عاوز أيه بعد اللعن

بواسطة: ريهام

بتاريخ: الخميس، 26 مارس 2009 - 19:23

كل من هب ودب أصبح يرتدي نظارة سميكة وينكش شعره ويقول بأنه مثقف حتى الفنانين بعد ما تروح عليهم يطلعوا في التليفزيون ويعملوا نفسهم مثقفين ويا بخت اللي نام مغلوب حرام عليكوا أرحمونا وبلاش ردح لبعض وشفوا المصايب في الشوارع

مقالي بالأهرام




44674 ‏السنة 133-العدد
2009 مارس 30 ‏3 من ربيع الاخر 1430 هـ
الأثنين




رؤية
وجهنا الحضاري
بقلم : أحمد خيري


خطوات قليلة تفصل مصر عن دخولها موسوعة جينيس العالمية للشحاتين‏..‏ بعد حجزها براءة اختراع عالمية في هذا المضمار‏,‏ كأندر الأماكن التي لها سر باتع وتمتلك الخلطة والموروث السحري في هذا العالم‏.‏

خبراء وعلماء الشحاتة الدوليون‏,‏ ساقوا أدلة وبراهين علي أحقية مصر في الفوز باختراع الشحاتة وامتلاكها حقوق الملكية الفكرية منها‏:‏ ـ

ـ سعي السائحون لالتقاط الصور التذكارية مع شحاتيها‏,‏ واحتلالها المرتبة الأعلي لديهم من زيارة الأماكن الحضارية والتاريخية‏.‏

ـ دخول مفهوم النيولوك إلي عالم الشحاتة بمصر‏,‏ فقضي علي زمن رقع الملابس والجرب الذي كان يغطي الأجساد والعاهات التي كانت تأكل سيقان وكفوف الشحاتين‏..‏ مع أفول زمن المتسولة أم عيال التي تفترش النواصي وسلالم الكباري‏,‏ بعد أن كبر عيالها والتحقوا بالجامعة الأمريكية والفرنسية والانجليزية‏.‏

ـ تمتلك مصر الرؤية الشاملة والادراك الواعي في عدم الانسياق خلف تطوير وتأهيل الناحية الشكلية لعالم الشحاتين‏,‏ وتخطت ذلك إلي المضمون والأفكار المبتكرة التي تستدر الأموال بجميع العملات دولار ـ ريال ـ دينار بعد أن ضاع زمن الجنيه‏,‏ واستعانوا بتكنولوجيا العصر كوسيلة مهمة في استدرار عطف المحسنين‏,‏ فانهالوا برسائل البريد الالكتروني ومواقع الانترنت التي تحكي مآسيهم وتفتح باب التبرع لأسرة مات عائلها ولا تستطيع دفع مديونيته وغيرها‏..‏

ـ أما شخصية الشحات فنالت أقصي درجات التطور في مصر‏,‏ فتحولت بقدرة قادر من شخص هامشي جاهل مبتور الأطراف أو سيدة يبدو شعرها كمصيدة لذباب الشوارع‏,‏ إلي شخصيات متعلمة ومنهم الموظفون‏..‏ ففوق الكباري تجد الكناسين مرصوصين بطريقة هندسية دقيقة‏,‏ لا تفلت من عيونهم السيارات التي تدفع‏,‏ وفي شهر رمضان ترتفع إجازات الموظفين للتمركز أمام الجوامع والأماكن السياحية للشحاتة‏.‏

وبعد أن ساق خبراء وعلماء الشحاتة الدوليون مبرراتهم‏,‏ أعلنوها صراحة بأن الدولة إذا لم تتدخل للقضاء علي هذه النكبة‏,‏ فسوف تصبح الحسنة القليلة نقمة وتجيب بلاوي كثيرة لمصر وحضارتها‏..‏





الأربعاء، 11 مارس 2009

قالوا عني .. في جريدة الجمهورية

هذه الرابط خاص بخبر عن كتاب مدينة الحريم بجريدة الجمهورية
يسرني معرفة رأيك حتى لو خالفني..ويمكن أن يستفاد منه

الاثنين، 2 مارس 2009

في جريدة الأهرام .. بقلم الناقد الكبير الدكتور فتحي سلامة



أعمدة



44519

‏السنة 133-العدد


الأحد




إبـداع الشـباب
يكتبه‏:‏ فتحي سلامة


علي الرغم من انني لا أوافق ما جاء في مقدمة الزميل أحمد خيري التي كتبها لتقديم مجموعته الجديدة‏,‏ الا انني سعدت بقراءة المجموعة التي حاول فيها أحمد خيري أن يرينا الكثير من الصور الاجتماعية للأسرة ولأهل القري‏,‏ وببراعة جميلة تدل علي موهبته في القص استطاع أن يدخلنا معه الي نفوس البشر في رحلة ممتعة داخل هذه النفس‏,‏ وبلغة جيدة ـ الا من بعض الهنات البسيطة ـ استطاع ان يأخذنا في هذه المرحلة بأسلوب بسيط‏,‏ وبتركيبة معمارية بسيطة اعادت الي أذهاننا فن القصة الواقعية‏,‏ والمباشرة وكأنه يجدد وجود محمود البدوي وأيضا ينافس القاص الكبير محمد كمال محمد‏.‏

والمجموعة‏(‏ مدينة الحريم‏)‏ تكونت من تسع قصص‏,‏ وجميعها تمشي وفق المعمار الاجتماعي البسيط‏,‏ مستخدما الكثير من الافعال‏,‏ وأيضا يستخدم الاسلوب المباشر‏,‏ ففي القصة الاولي‏(‏ أطفال الليل‏)‏ يحكي قصة ذلك الطفل ابن الاسرة الفقيرة التي احتاج الوالد ان يدفع بابنه للعمل في احدي الورش‏,‏ وتحكي القصة تجربة هذا الطفل وهو يعدو ليلا الي داره‏,‏ اما في القصة الثانية‏(‏ حب للأبد‏)[‏ في تلك الليلة لم يتحدث الي أحد‏,‏ جاءته في الحلم‏,‏ تقابلا تجمعت روحهما كما كانت في الحياة‏]‏

اما‏(‏ حضرة العمدة‏)‏ فهي صورة تكاد تكون ضاحكة‏(‏ عندما شاع خبر الجنة الغريب بعد صلاة العشاء‏,‏ تسابق الخفراء إلي الدوار لإخبار العمدة‏,‏ وعندما سمع لعن اجداد القتيل ومن جرفه في زمام القرية‏).‏

اما القصة التي سميت بها المجموعة‏(‏ مدينة الحريم‏)‏ فهي صورة تهكمية لقاسم أمين‏,‏ وهكذا تسير قصص المجموعة في تباين موضوعي‏,‏ تختلف القضايا التي تتبادلها‏,‏ ولكن لا تفيد الرأي الذي أدلي به المؤلف في المقدمة‏..‏

ومع هذا‏,‏ فالمجموعة امتازت بلغتها السهلة السليمة‏,‏ وان خالطتها المباشرة‏,‏ وهذا ليس عيبا‏,‏ لأن المؤلف كان يسعي الي تقديم براهين تثبت وجهة نظره‏,‏ وأتمني ان اقرأ له المزيد علي ان يتخلص من المباشرة فهو ليس داعيا انما هو قاص وموهبته جيدة في هذا المجال‏.‏

الأحد، 1 مارس 2009

في جريدة الأهرام .. في قلب العمران الخردة الإلكترونية .. قنبلة موقوتة!

تحقيقات



44439‏السنة 132-العدد2008اغسطس7‏6 من شعبان 1429 هـالخميس




في قلب العمران‏:‏
الخردة الالكترونية‏..‏ قنبلة موقوتة‏!‏

تحقيق ـ أحمد خيري
لا أحد من تجار الخردة الالكترونية يدرك مدي الخطورة التي يسببها التخلص غير الآمن من أجهزة الحاسبات الآلية‏,‏ ومعدات الاتصالات القديمة‏,‏ والتي تصيب الانسان بأمراض خطيرة وفي نفس الوقت تهدد البيئة‏,‏ والمخزون الجوفي من المياه‏.‏

ولا شك أن عدم وجود تشريعات صارمة تجرم هذه الظاهرة‏,‏ ساهم كثيرا في عمليات حرق منظمة للتخلص من هذه النفايات التي صارت تمثل قنبلة موقوتة تسبب كوارث بيئية وصحية‏..‏ تتحدي كل القوانين‏!‏

هناك سلسلة طويلة من المؤشرات تدل علي تنامي تلك المشكلة‏,‏ تتصدر حلقاتها ارتباطها بنوعية من الصناعات سريعة التطور‏,‏ حيث تجد الموديلات الجديدة طريقها الي الظهور في الأسواق المحلية والعالمية كل ثمانية عشر شهرا تقريبا‏,‏ يضاف الي ذلك قصر العمر الافتراضي لتلك المنتجات‏,‏ نظرا لارتباطها بتطور آخر في صناعات مكملة مثل هندسة البرامج‏

التي تتطلب وجود أجهزة بمواصفات خاصة‏,‏ الأمر الذي يدفع الشركات المنتجة الي ابتكار أجهزة ذات مواصفات عالية وبالتالي يضطر المستهلك الي شراء الحديث من المنتجات والتخلص من القديم‏.‏ يتضافر مع تلك الحلقات غياب المقاييس القانونية‏,‏ التي تمثل المحك الرئيسي للتفريق بين النفايات السامة والنفايات الأخري‏

مما يسمح للأفراد وبعض مراكز الصيانة ومصانع بير السلم في بإلقاء مخلفاتهم الالكترونية داخل صناديق القمامة العامة وجعلها أمرا اعتياديا‏.‏

مصدر النفايات الالكترونية
من أجل تحديد حجم المشكلة علي أرض الواقع‏,‏ حاولنا الوصول الي منابع ضخ هذه الأجهزة الالكترونية المتهالكة‏,‏ والطرق التي تسلكها حتي تصل الي أيدي تجار الخردة‏,‏ وهنا يصنف المهندس علي محمد القناوي ـ رئيس مجلس إدارة إحدي الشركات المتخصصة في تجميع الحاسب الآلي ـ مصادر جبال الأجهزة الالكترونية المرصوصة في سوق الخردة بالإمام الشافعي ـ التي تعقد يوم الجمعة ـ وسوق الخردة بمنطقة شبرا ـ والتي تعقد يوم الأحد‏

باعتبارهما من أكبر المدافن الرقمية لأجهزة الحاسب الآلي القديمة والتليفونات المحمولة وأجهزة التليفزيونات المستعملة‏,‏ في مصدرين مهمين‏,‏ أولهما مخلفات المناقصات التي تقيمها الجهات الحكومية‏,‏ وهي كميات ضخمة نتجت من جراء شراء اربعة أجيال من أجهزة الحاسب الآلي ومستلزماته‏,‏ امتدت الموجة الأولي ـ التي بدأت عام‏1988‏ ـ لمدة خمس سنوات‏,‏ خلفت وراءها آلافا من الأجهزة القديمة داخل المخازن‏,‏ تلاحقت بعدها الموجات التي استغرقت كل منها خمس سنوات‏,‏ حتي رفعت رصيد المخازن الي مئات الآلاف من الأجهزة القديمة‏.‏

وطبقا لمعايير البيع والشراء التي يحددها الروتين والقوانين داخل المؤسسات الحكومية‏,‏ فإن العمر الافتراضي لأجهزة الحاسب يتراوح بين ثلاث وخمس سنوات‏,‏ لتتحول القيمة الدفترية للأجهزة الي الصفر‏,‏ ومن ثم حددت اللوائح الطريق لوصول الأجهزة من المخازن الحكومية الي تجار الخردة‏.‏ أما الطريقة الثانية التي تمد تلك المدافن الرقمية بالأجهزة القديمة‏,‏ فيحددها المهندس القناوي فيما يتم استيراده من أجهزة مستعملة‏,‏ تحت لافتات متعددة كمكونات صناعية أو أجهزة رخيصة رأفة بغير القادرين علي شراء الجديد منها‏,‏ وغيرها من الشعارات التي تلتف حول اتفاقية بازل بشأن التحكم في نقل النفايات الخطرة والتخلص منها عبر الحدود والقوانين المحلية التي تحرم وتجرم دخول النفايات الإلكترونية‏.‏

وحتي يمكننا لمس آثار مشكلة السماح لمثل النفايات بالدخول الي أسواقنا‏,‏ وتقدير عواقبها ـ أشار القناوي ـ الي أحد التقارير العالمية الذي يحمل عنوات تصدير الأذي‏:‏ نفايات فائقة التطور في أسيا‏,‏ ورصد عدد من القري تقع في جنوب شرق الصين‏,‏ تجري فيها عملية تفكيك وحرق أجهزة الحاسب الآلي القديمة‏,‏ ويقذف بالبقايا غير النافعة منها داخل الحقول وعلي ضفاف الأنهر‏,‏ وعليه أصبحت المياه الجوفية في تلك الأماكن ملوثة تماما ولا تصلح للشرب‏,‏ لدرجة أن أهالي القرية يسعون لمسافة ثمانية عشر ميلا بغرض الحصول علي مياه شرب‏,‏ وقد أظهرت عينة أخذت من احدي تلكقري المنطقة‏,‏ بأن مستوي التلوث يفوق معدلات التلوث المقبولة بـ‏190‏ مرة‏.‏

النفايات الالكترونية‏..‏ مواد سامة‏!‏
يؤكد المهندس ماجد جورج وزير الدولة لشئون البيئة‏,‏ أن مخلفات الصناعات الألكترونية والكهربائية مثل الحاسبات المستعملة وأجهزة الاتصالات السلكية واللاسلكية والأجهزة الكهربائية تعد من النفايات الخطرة‏,‏ نظرا لما تحتويه من مكونات ومواد سامة‏,‏ مثل الفسفور الذي يتم دهن شاشات الحاسبات به وهي مادة شديدة السمية‏,‏ والباريوم المستخدم في اللوح الأمامي للشاشة للحماية من الاشعاع‏,‏ واللدائن من مادة بولي فينيل كلوريد‏,‏ ومضادات اللهب التي تحد من انتشار الحريق في خامات البلاستيك‏,‏ والرصاص المستخدم في الدوائر المستخدمة في الدوائر المطبوعة والتي تغطي بالرصاص‏,‏ إضافة الي الكادميوم المستخدم في الدوائر الالكترونية المتكاملة والمقاومات والمكثفات الموجودة بالأجهزة الكهربائية‏.‏

ويشير المهندس ماجد جورج الي أن التخلص غير الآمن لهذه النوعية من النفايات سواء بالدفن أو الحرق‏,‏ يتسبب في أضرار بيئية وصحية عديدة مثل أمراض هشاشة العظام والأمراض العصبية وضعف الذاكرة والشيخوخة المبكرة بالإضافة الي الأضرار الناجمة عن كسرها‏,‏ لهذا تهدف إعادة التدوير الي الحد من التأثيرات الصحية والبيئية الناتجة عن التخلص غير الآمن من هذه النفايات عن طريق الحرق في محارق المخلفات الخطرة أو الدفن غير الآمن لها‏,‏ ويعد تدوير المنتجات الالكترونية أمرا غاية في الصعوبة نظرا لتعدد المواد المتداخلة في تصنيعها‏,‏ ولا توجد بمصر حاليا شركات متخصصة في عمليات إعادة التدوير‏.‏

وجهاز شئون البيئة ـ وحدة الصناعة ـ له العديد من الأنشطة في مجال تدوير مخرجات صناعات الإلكترونيات حيث أشار المهندس ماجد جورج إلي أحد المشروعات الذي جري بالتعاون مع البنك الدولي‏,‏ لتوفيق أوضاع شركة النصر للأجهزة الكهربائية والالكترونية بالاسكندرية‏,‏ بغرض تقليل انبعاثات أبخرة الزئبق في بيئة العمل‏.‏ يضاف الي ذلك بعض المبادرات التي قامت بها إحدي شركات المحمول المصرية‏,‏ والخاصة بتجميع بطاريات التليفون المحمول المستهلكة في السوق المصرية‏,‏ وإعادة تدويرها في انجلترا بالتعاون مع احدي الشركات‏.‏

صحة الانسان أولا
يتطلب انتاج بعض الأجهزة الالكترونية استخدام مواد خام كيماوية‏,‏ تصل في بعضها الي أضعاف وزنه‏,‏ حيث أعطي المهندس وحيد عبد الحليم ـ رئيس مجلس ادارة إحدي الشركات العاملة في مجال تجميع وتصنيع الحاسب الآلي ـ مثالا علي انتاج جهاز حاسب الآلي يزن حجمه أربعة وعشرون كيلو جراما‏,‏ فإنه يحتاج الي نحو‏240‏ كيلو جراما علي الأقل من وقود الحفريات للتزويد بالطاقة‏,‏ وأثنين وعشرين كيلو جراما من المواد الكيماوية‏,‏ أضف الي ذلك كمية مياه تصل إلي‏1,5‏ طن من المياه‏.‏

تشير تلك الاحصائيات الي خطورة وصول تلك الأجهزة الالكترونية القديمة‏,‏ في نهاية المطاف الي أيدي تجار الخردة‏,‏ ممن يفقدون الوعي الصحي الكافي‏,‏ بما تحتويه هذه الأجهزة من مكونات سامة وضارة‏.‏

حيث أوضح الدكتور أحمد محمد بدوي استشاري مخ واعصاب بأن تلك الأجهزة‏,‏ عادة ماتتكون من عناصر خطرة علي جسم الانسان‏,‏ منها علي سبيل المثال مادة الرصاص التي تشكل عنصرا مهما في تكوين الحاسب الآلي‏,‏ لها تأثيرها المباشر علي الجهاز العصبي والدور الدمو والكلي وجهاز المناعة‏,‏ فضلا عن أثرها السلبي علي النمو العقلي للأطفال‏.‏

أما عنصر الكاديموم فيعد من العناصر الفلزية ذات التأثير الخطير عند ترسبه علي الكلي والجهاز البولي‏,‏ وكذلك مادة الزئبق التي تعمل علي تحطيم الأعضاء الداخلية خاصة الدماغ والكلي‏,‏ ويؤثر سلبيا علي تكوين الجنين‏,‏ وينتج عن اختلاط الزئبق بالماء ميثالين الزئبق الذي يترسب داخل الأعضاء الحية بكل سهولة‏,‏ وتشير الدراسات الي أن‏22%‏ من الاستهلاك السنوي للزئبق يتم عبر المعدات الكهربائية والالكترونية والأجهزة الطبية والهواتف المحمولة وأجهزة الاستشعار‏,‏ وارتفع معدل استعمال الزئبق بصورة ملفتة‏,‏ بعد تطوير شاشات العرض الحديثة والمسطحة التي ظهرت لتحل محل أنابيب الكاثود التقليدية‏.‏