علي الرغم من انني لا أوافق ما جاء في مقدمة الزميل أحمد خيري التي كتبها لتقديم مجموعته الجديدة, الا انني سعدت بقراءة المجموعة التي حاول فيها أحمد خيري أن يرينا الكثير من الصور الاجتماعية للأسرة ولأهل القري, وببراعة جميلة تدل علي موهبته في القص استطاع أن يدخلنا معه الي نفوس البشر في رحلة ممتعة داخل هذه النفس, وبلغة جيدة ـ الا من بعض الهنات البسيطة ـ استطاع ان يأخذنا في هذه المرحلة بأسلوب بسيط, وبتركيبة معمارية بسيطة اعادت الي أذهاننا فن القصة الواقعية, والمباشرة وكأنه يجدد وجود محمود البدوي وأيضا ينافس القاص الكبير محمد كمال محمد.
والمجموعة( مدينة الحريم) تكونت من تسع قصص, وجميعها تمشي وفق المعمار الاجتماعي البسيط, مستخدما الكثير من الافعال, وأيضا يستخدم الاسلوب المباشر, ففي القصة الاولي( أطفال الليل) يحكي قصة ذلك الطفل ابن الاسرة الفقيرة التي احتاج الوالد ان يدفع بابنه للعمل في احدي الورش, وتحكي القصة تجربة هذا الطفل وهو يعدو ليلا الي داره, اما في القصة الثانية( حب للأبد)[ في تلك الليلة لم يتحدث الي أحد, جاءته في الحلم, تقابلا تجمعت روحهما كما كانت في الحياة]
اما( حضرة العمدة) فهي صورة تكاد تكون ضاحكة( عندما شاع خبر الجنة الغريب بعد صلاة العشاء, تسابق الخفراء إلي الدوار لإخبار العمدة, وعندما سمع لعن اجداد القتيل ومن جرفه في زمام القرية).
اما القصة التي سميت بها المجموعة( مدينة الحريم) فهي صورة تهكمية لقاسم أمين, وهكذا تسير قصص المجموعة في تباين موضوعي, تختلف القضايا التي تتبادلها, ولكن لا تفيد الرأي الذي أدلي به المؤلف في المقدمة..
ومع هذا, فالمجموعة امتازت بلغتها السهلة السليمة, وان خالطتها المباشرة, وهذا ليس عيبا, لأن المؤلف كان يسعي الي تقديم براهين تثبت وجهة نظره, وأتمني ان اقرأ له المزيد علي ان يتخلص من المباشرة فهو ليس داعيا انما هو قاص وموهبته جيدة في هذا المجال. |
0 التعليقات:
إرسال تعليق