الاثنين، 2 مارس 2009

في جريدة الأهرام .. بقلم الناقد الكبير الدكتور فتحي سلامة



أعمدة



44519

‏السنة 133-العدد


الأحد




إبـداع الشـباب
يكتبه‏:‏ فتحي سلامة


علي الرغم من انني لا أوافق ما جاء في مقدمة الزميل أحمد خيري التي كتبها لتقديم مجموعته الجديدة‏,‏ الا انني سعدت بقراءة المجموعة التي حاول فيها أحمد خيري أن يرينا الكثير من الصور الاجتماعية للأسرة ولأهل القري‏,‏ وببراعة جميلة تدل علي موهبته في القص استطاع أن يدخلنا معه الي نفوس البشر في رحلة ممتعة داخل هذه النفس‏,‏ وبلغة جيدة ـ الا من بعض الهنات البسيطة ـ استطاع ان يأخذنا في هذه المرحلة بأسلوب بسيط‏,‏ وبتركيبة معمارية بسيطة اعادت الي أذهاننا فن القصة الواقعية‏,‏ والمباشرة وكأنه يجدد وجود محمود البدوي وأيضا ينافس القاص الكبير محمد كمال محمد‏.‏

والمجموعة‏(‏ مدينة الحريم‏)‏ تكونت من تسع قصص‏,‏ وجميعها تمشي وفق المعمار الاجتماعي البسيط‏,‏ مستخدما الكثير من الافعال‏,‏ وأيضا يستخدم الاسلوب المباشر‏,‏ ففي القصة الاولي‏(‏ أطفال الليل‏)‏ يحكي قصة ذلك الطفل ابن الاسرة الفقيرة التي احتاج الوالد ان يدفع بابنه للعمل في احدي الورش‏,‏ وتحكي القصة تجربة هذا الطفل وهو يعدو ليلا الي داره‏,‏ اما في القصة الثانية‏(‏ حب للأبد‏)[‏ في تلك الليلة لم يتحدث الي أحد‏,‏ جاءته في الحلم‏,‏ تقابلا تجمعت روحهما كما كانت في الحياة‏]‏

اما‏(‏ حضرة العمدة‏)‏ فهي صورة تكاد تكون ضاحكة‏(‏ عندما شاع خبر الجنة الغريب بعد صلاة العشاء‏,‏ تسابق الخفراء إلي الدوار لإخبار العمدة‏,‏ وعندما سمع لعن اجداد القتيل ومن جرفه في زمام القرية‏).‏

اما القصة التي سميت بها المجموعة‏(‏ مدينة الحريم‏)‏ فهي صورة تهكمية لقاسم أمين‏,‏ وهكذا تسير قصص المجموعة في تباين موضوعي‏,‏ تختلف القضايا التي تتبادلها‏,‏ ولكن لا تفيد الرأي الذي أدلي به المؤلف في المقدمة‏..‏

ومع هذا‏,‏ فالمجموعة امتازت بلغتها السهلة السليمة‏,‏ وان خالطتها المباشرة‏,‏ وهذا ليس عيبا‏,‏ لأن المؤلف كان يسعي الي تقديم براهين تثبت وجهة نظره‏,‏ وأتمني ان اقرأ له المزيد علي ان يتخلص من المباشرة فهو ليس داعيا انما هو قاص وموهبته جيدة في هذا المجال‏.‏

0 التعليقات: