الاثنين، 30 مارس 2009

مقالي بالأهرام




44674 ‏السنة 133-العدد
2009 مارس 30 ‏3 من ربيع الاخر 1430 هـ
الأثنين




رؤية
وجهنا الحضاري
بقلم : أحمد خيري


خطوات قليلة تفصل مصر عن دخولها موسوعة جينيس العالمية للشحاتين‏..‏ بعد حجزها براءة اختراع عالمية في هذا المضمار‏,‏ كأندر الأماكن التي لها سر باتع وتمتلك الخلطة والموروث السحري في هذا العالم‏.‏

خبراء وعلماء الشحاتة الدوليون‏,‏ ساقوا أدلة وبراهين علي أحقية مصر في الفوز باختراع الشحاتة وامتلاكها حقوق الملكية الفكرية منها‏:‏ ـ

ـ سعي السائحون لالتقاط الصور التذكارية مع شحاتيها‏,‏ واحتلالها المرتبة الأعلي لديهم من زيارة الأماكن الحضارية والتاريخية‏.‏

ـ دخول مفهوم النيولوك إلي عالم الشحاتة بمصر‏,‏ فقضي علي زمن رقع الملابس والجرب الذي كان يغطي الأجساد والعاهات التي كانت تأكل سيقان وكفوف الشحاتين‏..‏ مع أفول زمن المتسولة أم عيال التي تفترش النواصي وسلالم الكباري‏,‏ بعد أن كبر عيالها والتحقوا بالجامعة الأمريكية والفرنسية والانجليزية‏.‏

ـ تمتلك مصر الرؤية الشاملة والادراك الواعي في عدم الانسياق خلف تطوير وتأهيل الناحية الشكلية لعالم الشحاتين‏,‏ وتخطت ذلك إلي المضمون والأفكار المبتكرة التي تستدر الأموال بجميع العملات دولار ـ ريال ـ دينار بعد أن ضاع زمن الجنيه‏,‏ واستعانوا بتكنولوجيا العصر كوسيلة مهمة في استدرار عطف المحسنين‏,‏ فانهالوا برسائل البريد الالكتروني ومواقع الانترنت التي تحكي مآسيهم وتفتح باب التبرع لأسرة مات عائلها ولا تستطيع دفع مديونيته وغيرها‏..‏

ـ أما شخصية الشحات فنالت أقصي درجات التطور في مصر‏,‏ فتحولت بقدرة قادر من شخص هامشي جاهل مبتور الأطراف أو سيدة يبدو شعرها كمصيدة لذباب الشوارع‏,‏ إلي شخصيات متعلمة ومنهم الموظفون‏..‏ ففوق الكباري تجد الكناسين مرصوصين بطريقة هندسية دقيقة‏,‏ لا تفلت من عيونهم السيارات التي تدفع‏,‏ وفي شهر رمضان ترتفع إجازات الموظفين للتمركز أمام الجوامع والأماكن السياحية للشحاتة‏.‏

وبعد أن ساق خبراء وعلماء الشحاتة الدوليون مبرراتهم‏,‏ أعلنوها صراحة بأن الدولة إذا لم تتدخل للقضاء علي هذه النكبة‏,‏ فسوف تصبح الحسنة القليلة نقمة وتجيب بلاوي كثيرة لمصر وحضارتها‏..‏





0 التعليقات: