الاثنين، 30 مارس 2009

مقالي في جريدة اليوم السابع

حمد خيرى

لعنة الله على حياتنا الثقافية المعاصرة

الثلاثاء، 24 مارس 2009 - 13:13

Bookmark and Share

ترزح حياتنا الثقافية المعاصرة بين أنياب الانقسامات، يطفح على سطحها الفرق والتيارات والشلل ممزقة الأهداف والمضمون، كل يتفنن فى تشييد الأسوار وإقامة الحواجز الشائكة، واهماً بأنه "الزعيم" الذى يقطن حياة منعزلة داخل جزر منفصلة، اغتالوا مبدأ "الاختلاف فى الرأى لا يفسد للود قضية"، وتبارى كل منهم يقسم "بأغلظ الأيمان" وبرأس والده بأنه الأصح، والفئات الأخرى ضالة وموصومة بالجهل ومختوم على جبينهم مصير الجحيم فى الحياة الدنيا والآخرة.

لعنة الله على حياتنا الثقافية المعاصرة، حول الانقسام حياتنا الثقافية إلى دراما عبثية لا معقولة، لا يدرك فيها أحد وجود الآخر، حولوا حياتنا إلى خشبة مسرح مزدحمة يملأ أرجاءها طنين المثقفين المرتفع غير المفهوم، لدرجة يتأذى منها الجمهور، الكل منهم يتقمص دور البطولة.

مجموعة منهم يستيقظون مبكراً قبل الجميع، ويسارعون بالتقاط خشبة المسرح، يدفعهم فكرهم السلفى إلى تقديم حلول تراثية لعلاج مشكلاتنا المعاصرة ترى فى نفسها الأصح وحزمة المثقفين الباقية من الجهلة.

وفى اليوم التالى، تستبق مجموعة أخرى الجميع، يدفعهم ترعرعهم على مصاطب الغرب، يرفعون راية العصرنة فى حل المشاكل المعاصرة، وهؤلاء يقذفون كل من يتكلم عن الثقافة الأصيلة أو من ينادون بالمحافظة على التراث بأنهم ماضيون ومتخلفون.

وبين تلك المجموعات تطحن كيانات ضعيفة تناضل بتقديم البدائل من الحلول لمشاكلنا المعاصرة بفكر معاصر، ولكن فى ظل احترام مورثنا الثقافى.

لعنة الله على حياتنا الثقافية المعاصرة، فرغم أن تلك المجموعات يعدون من المثقفين، وتظلهم خشبة مسرح واحدة، إلا أنهم لا يدركون بعضهم البعض، مما أدى إلى وجود حالة من التمزق والتشرد التى انعكست بدورها على المجتمع ككل، وأضحينا لا نتحمل الرأى الآخر، وفقدنا التواصل فى الشارع والمنزل والعمل، مما نجمت عنه أخلاقيات صعبة المراس.

لعنة الله على حياتنا الثقافية المعاصرة، الخاسر فى النهاية هو المجتمع والمواطن العادى، ممن ينتظر وضوح الرؤية لدى المثقفين وتقديم الفكر البناء فى حل مشكلاته.

صحفى بالاهرام




تعليقات (7)

1

بدلا من أن تلعن الظلام أضئ شمعة

بواسطة: ابن عباس

بتاريخ: الثلاثاء، 24 مارس 2009 - 22:40

لعنت واسترحت لكنك لم تقدم لنا الحل ، مع أنكم في هذه الجريدة الغاشمة داخلين في الدائرة الملعونة ، قدمتم أناسا من أجهل خلق الله لينتقدوا أناسا من أعلم خلق الله ، وأي شخص يتكلم في أي حاجة ، وكل المحرمات تستباح باسم حرية الفكر وحرية التعبير ، لو سكت من لا يعلم قل الخلاف ........................

تكلموا بجهل أو بعلم فالله غالب على أمره ............

2

الثقافة لاتنزل من السماء مع المطر

بواسطة: هيما4000

بتاريخ: الثلاثاء، 24 مارس 2009 - 23:30

لماذا اللعنة سيدى؟ لماذا لاترجع الامور لمسبباتها؟ الثقافة وليدة المجتمع بصراعاتة السياسية والاجتماعية والاقتصادية حضرتك عايز حياتنا الثقافية تنزل مع الشتا؟ الثقافة انعكاس للتردى المجتمعى

3

نقض موضعي وتاييد فكري

بواسطة: كنزمان

بتاريخ: الأربعاء، 25 مارس 2009 - 10:07
4

ممكن اعرف انتو ليه مش بتنزلوا التعليق بتاعي كامل

بواسطة: كنزمان

بتاريخ: الأربعاء، 25 مارس 2009 - 18:30

لو سمحتم لو في اي اعتراض علي المتعليق ارسلو ليا رد يعرفني

5

ابحثوا عن معاني الكلمات

بواسطة: محمد فوزي

بتاريخ: الخميس، 26 مارس 2009 - 11:41

من الواضح ان الكاتب له تجربة او اكثر في المجال الثقافي والادبي والمسرحي، وهذا لمن يقرأ بفهم ووضوح.
فالحياة الثقافية لها اكثر من طريق .. والكاتب يشاركنا همومه في المجال، حيث تجد من يبحث عن الاصالة ومن يهلل للغرب. اري ان الكاتب لديه هموم ثقافية طالما يحاول ان يجد لها حلول ولكن الذنب ذنبا نحن . حيث لا نهتم بقافتنا ومبدائنا.

6

راي

بواسطة: باسم

بتاريخ: الخميس، 26 مارس 2009 - 12:47

اعتبر كاتب هذا المقال هو يقوم بنقد الحياة الثقافية في المجتمع المعاصر حيث انه يري هذا المجتمع من وجه نظر ويقول الاختلاف الراي لا يفسد للود قضية ويري ان كثير من المثقفين المعاصرين ينشرون الثقافة علي اهواءهم وارئهم فتجد من لايعرف شيئا يتكلم في الثقافة ويدعي انها الثقافة المعاصرة والجميع يتاثر به مع الاختلاف في وجهات النظر وهو يري انه ا من وجهه نظره ويلعن الحياة الثقافية المعاصرة.

7

عاوز أيه بعد اللعن

بواسطة: ريهام

بتاريخ: الخميس، 26 مارس 2009 - 19:23

كل من هب ودب أصبح يرتدي نظارة سميكة وينكش شعره ويقول بأنه مثقف حتى الفنانين بعد ما تروح عليهم يطلعوا في التليفزيون ويعملوا نفسهم مثقفين ويا بخت اللي نام مغلوب حرام عليكوا أرحمونا وبلاش ردح لبعض وشفوا المصايب في الشوارع

0 التعليقات: