الأحد، 25 يوليو 2010

"الإسلام الكاجول "

رئيس التحرير > "الإسلام الكاجول "

نشر في 25/07/2010

بقلم احمد خيري



سمعنا ورأينا واشترينا اللبس " الكاجوال " المستورد من الغرب .. قابلنا واستهجنا الشباب فوق "الكاجوال " من عبده الشيطان وأعوانهم .. ولكن المصيبة التي لا تقل في صدمتها ، عن ضربة قطار الصعيد لعربة محملة بالبشر ، أن يحاول أحد نشر نظرية " الإسلام الكاجوال " ..

"هم " يخططون ويبحثون عن أعوان لهم منذ ثمان سنوات.. يدربوهم على كيفية أعطائنا الحقن المخدرة ، وجرعات الأفيون والبانجو حتى نغيب عن وعينا ونستبدل قيمنا الإسلامية الصحيحة بما يسموه " إسلام ليبرالي " ..

نعم.. اقصد "أسلام كاجوال" .. يجب أن نستيقظ ونفيق ونترك مؤقتا المسميات "المجعلصة " التي تصيب الشخص بدوار في الرأس ، لا يقل في تأثير عن ساندويتش الفول في الصباح ، ونركز في مضمون هذه الثقافة الوافدة والغرض من ورائها .

الكارثة أنها ليست كلمات مسترسلة لفئة من العلمانيين أو نظرية جديدة لفئة من المثقفين أو كلمات مغرضة مما نصادفنا يوميا علي صفحات الفيس بوك.. وما يظهر الخبث وجبروتها أنها توجه يقف وراءه " أمريكا " بجلالة قدرها .. " الإسلام الليبرالي " هي دراسة تحليلية ثقافية وإستراتيجية أمام صناع القرار في أمريكا منذ 8 سنوات .

"هم " الذين أشرت إليهم في البداية ، كنت أقصد مركز الأمن القومي الأمريكي ، ذات اليد العليا في تقديم النصائح والدراسات لصناع القرار هناك ، أما دراسة " الإسلام الليبرالي " فقادتها وفندتها وحللتها الحاجة الباحثة " شيريل بينار" بقسم الأمن القومي بأمريكا ..

قامت بمجهود جبار وعبقري ، تمكنت من خلاله بمعاونة خالها "إبليس" وأعوانه ، من تحليل ثقافة المجتمعات الإسلامية والعربية ، وخرجت على رؤسائها هناك بأن التيار العلماني في الوطن العربي مكشوف ومفضوح ، ولن يقوى بمفرده علي تنفيذ مخططاتهم ونشر ثقافتهم .. وكان التساؤل الذي لف رؤوسهم ورعش أبدانهم ، ما هو الحل الذي ينتشلهم من مستنقعات حروب ضد الإرهاب ، والتي دخلوها تحت شعار " من ليس معنا فهو ضدنا " ، وترتفع فاتورتها وتكلفتها مع بداية كل نهار ، ولن يستطيعوا الاستمرار فيها طويلا ..

ظهرت فجأة عبقريتهم وقالوا بأن السبب الرئيسي في الإرهاب هو " الإسلام التقليدي المتعصب " ، وأن السلاح الوحيد للفتك به هو دمج قيم الإسلام بالقيم الليبرالية السياسية داخل فرن بوتاجاز كهرباء وإطعامه بعد تزويقه وتجميله للناس هناك خصوصا أنهم شعوب تحب الأكل.. وبالتالي " الإسلام الجاكوال " هو الطرق السهل لهزيمة الإرهاب وغير مكلف ..

وبعد انتهوا من " الطبخة " نظرية الإسلام الكاجول " منذ 2003 ، جاءت الدور علي البحث المتأني علي الأعوان ممن يملكون القدرة على تجميل الأفكار وهندسة الخطط وتسريبها لعقول الشباب المنتشرين علي الفيس بوك وجرائدهم ..

وحددت الدراسة لصناع القرار هناك .. أربع تيارات فكرية وثقافية منتشرة في العالم العربي والإسلامي ، هم العلمانيون والأصوليون والتقليديون والحداثيون .. وسألت أيهم اقرب لفكرهم ، ويمكن التعامل معهم ودعمهم ماديا لتوصيل مخططاتهم بدون أن يشعر العالم العربي والإسلامي بأنهم السبب ، ومن ثم تخفيف موجة الكره لهم ..

سوف نجيب علي هذا السؤال المقال القادم

الثلاثاء، 20 يوليو 2010

الاعلام الخاص يتاجر بالغلابة


رئيس التحرير > الاعلام الخاص يتاجر بالغلابة

نشر في 19/07/2010
بقلم احمد خيري


عليه العوض ومنه العوض .. البقاء لله في اعلامنا الخاص " سابقا " الملاكي "لاحقا"..

نعم .. أقصد الصحف والقنوات "الخاصة" التي ولدت "ملاكي" ترتدي ملابس مزيفه .. أصحابها أخذوا بالمثل الشعبي " التعلب فات فات وفي ديله سبع لفات " .. " أضرب ولاقي " .. حتي يجذبوا أهلنا الغلابة اخترعوا وابتكروا وسائل عديدة ، أهمها الغوص في مشاكل المجاري والحرمان والشباب الجالس علي المقاهي ، وزيادة في التنكيل بالناس ، ضربوا الحياة "دوكو أسود " ، فاغمقت الحياة في عيونهم وكرهوا حياتهم ..

ولأن أهلنا ناس غلابة وطيبين .. لم يسألوا أنفسهم .. هل يمكن لرجل اعمال أن يضحي بالملايين لكي يعادي ويهاجم الدولة ويخاطر بمصالحة من أجل عيوننا ؟ ولا في الحكاية رائحة غير نظيفة !

ببساطة لو طرحنا السؤال على الحاجة "فتحية " ربنا يعطيها الصحة ، ومن لا يعرفها فهي " ست بنت بلد " تفترش ناصية الشارع بالعيش البلدي .. سوف تجيب بكل جرأة أنها " دكاكين " تحمل نمرة ملاكي .. "بنزنس " ضمن آلاف المشروعات الخاصة ، يستخدمها رجال الاعمال كورقة ضغط للدافع عن مصالحهم ..

سياستها أصبحت معروفة للناس ، في البداية أخذت الطريق السريع لقلوب الناس ، تقرب منهم .. تحكي همومهم .. وبعد أن تتربع تظهر المحطات علي هذا الطريق .. محطات فيها مصالح الدولة ومغازلة لتنفيذ الأوامر ، تشويه صور رجال شرفاء ، ضرب تيارات غير محببة وغيرها من المحطات .. ولأن أهلنا غلابة يقتنعوا بأن هذه الدكاكين تدافع عنهم وتكشف الفساد ، وهي في حقيقة الأمر " صفقات " توقع ويكسب من ورائها رجل الاعمال..

أنا هنا لست ضد أستثمارات رجال الاعمال في الصحافة والاعلام ، ولكن أنا ضد أن يستغلوا كبت وأزمة وحياة الناس الغلابة ويتاجرون بها ..

ملحوظة

حتي لا يتهمني أحد .. بعد غد أقرءوا إعلام الدولة والصحف القومية تصارع طلوع الروح .. وتامر حسني كاتب "عليه العوض"

عيد حب " للحمير"




رئيس التحرير > عيد حب " للحمير"

نشر في
بقلم احمد خيري


بعد طول تفكير .. وتفنن .. ابتكر واقترح بعض العباقرة من أخواننا الكسالى .. تكوين لجنة قومية تبحث وتقر وتعتمد زيادة عدد الأعياد والأجازات .. وحتى يسهلوا عمل اللجنة .. أجهدوا أنفسهم وسارعوا بالتفتيش والتنقيب في تلابيب قلوب المصريين ، لالتقاط أي مناسبة سعيدة أو معزة دفينة لكائن محبب عليهم .. يحول إلى عيد قومي .. تنال فيها أجسادهم المرحرحة راحة أهدأ .. وعقولهم الكسلانة نوما أعمق..

وبعد تفكير طويل وصلوا إلى أن " الحمار " هو الشخصية المنطقية التي تستحق التكريم والتبجيل .. منزلته خاصة في قلوب العامة وعقول الأدباء .. منحوه حصانة أبدية ، وجواز سفر أحمر يسمح له بالمعيشة داخل البيوت جنبا إلى جنب مع أصحابه .. واقترحوا إطلاق أسبوع سنوي للاحتفال بعيد " الحب للحمير" يحصل خلاله الحمير والبشر على إجازة ..

ومن أجل إقناع اللجنة القومية بفكرتهم ، زيلوها بأسانيد وحجج وبراهين عديدة تقنع من يستحمر منهم بالبصم على القرار دون رفس أو نهيق .. فعددوا أفضاله وانجازاته العظيمة ، التي سجلتها الأعمال الأدبية الساخرة.

رأوا أن هذا العيد يأتي من باب الاعتراف ورد الجميل لأصحابه ، وضروري لإعادة الثقة لبني حمير بعد إدمان " التوك توك " ، وسماع الأغاني الهابطة - باحبك يا حمار- التي تستخف بمشاعره..

عبر جولة حمارية في الأدب والاجتماع فندوا وسجلوا إلى اللجنة ، افتتان الأدباء بعبقرية هذا الحيوان الذكي .. فالعم توفيق الحكيم جعل الحمار شريكا له في كتابة كتبه المتعددة "حمار الحكيم"، و "حماري قال لي".. يفكر ويناقش معه الأعمال الأدبية الساخرة .. يحلل المشكلات كأنه فيلسوف .. أو حكيم .. أو معجون في السياسة والاجتماع .. ينتقد الفن بذوق ورأي فني متخصص .. يستمع ويتمتع بأغاني عبد الوهاب والطرب الأصيل .. يرفرف قلبه لسماع قصص الحب من أصحابه .. وتفيض عينه بالدمع إذا سمع من يتألم أو يرى آخر حزينا .. ووسط كل ذلك كون لهم توفيق الحكيم حزبا للحمير ..

وتحدث عنه العقاد كثيرا في كتبه .. وحقق إبراهيم المازني أعظم فروسيته من فوق ظهر الحمار.. والروائي الفلسطيني إميل حبيبي جعله بطلا في رائعته "المتشائل"، وأظهر جميل السلحوت عبقرية الحمار في مؤلفاته "حمار الشيخ" و "أنا وحماري"..

وزادت نشوة الكسالى وهم يعضدون طلبهم بتزيل .. وتدقيق .. وتفنيد عظمة الحمار ، فذكروا بأنه يستحق هذا التكريم من زمن ، بعد أن كرمه العرب وحملوا اسمه تكريما وتقديرا ، كحمير بن عدي وقبيلة بني حمير وعياض بن حمار وغيرهم .. يضاف لذلك شرف مرافقة عمر بن الخطاب عندما فتح بيت المقدس واستلم مفاتيح القدس الشريف .. وحمل سيدنا عيسى من جبل الطور إلى القدس، كما أهدى المقوقس حمارا لسيدنا محمد عليه السلام... فهنيئا للمغنيين العرب ممن تتشابه أصواتهم مع صوت الحمير .. والدعاء لإخواننا الكسالى .

الاعلام الخاص يتاجر بالغلابة


يسرني معرفة رأيك حتى لو خالفني..ويمكن أن يستفاد منه