الثلاثاء، 20 يوليو 2010

عيد حب " للحمير"




رئيس التحرير > عيد حب " للحمير"

نشر في
بقلم احمد خيري


بعد طول تفكير .. وتفنن .. ابتكر واقترح بعض العباقرة من أخواننا الكسالى .. تكوين لجنة قومية تبحث وتقر وتعتمد زيادة عدد الأعياد والأجازات .. وحتى يسهلوا عمل اللجنة .. أجهدوا أنفسهم وسارعوا بالتفتيش والتنقيب في تلابيب قلوب المصريين ، لالتقاط أي مناسبة سعيدة أو معزة دفينة لكائن محبب عليهم .. يحول إلى عيد قومي .. تنال فيها أجسادهم المرحرحة راحة أهدأ .. وعقولهم الكسلانة نوما أعمق..

وبعد تفكير طويل وصلوا إلى أن " الحمار " هو الشخصية المنطقية التي تستحق التكريم والتبجيل .. منزلته خاصة في قلوب العامة وعقول الأدباء .. منحوه حصانة أبدية ، وجواز سفر أحمر يسمح له بالمعيشة داخل البيوت جنبا إلى جنب مع أصحابه .. واقترحوا إطلاق أسبوع سنوي للاحتفال بعيد " الحب للحمير" يحصل خلاله الحمير والبشر على إجازة ..

ومن أجل إقناع اللجنة القومية بفكرتهم ، زيلوها بأسانيد وحجج وبراهين عديدة تقنع من يستحمر منهم بالبصم على القرار دون رفس أو نهيق .. فعددوا أفضاله وانجازاته العظيمة ، التي سجلتها الأعمال الأدبية الساخرة.

رأوا أن هذا العيد يأتي من باب الاعتراف ورد الجميل لأصحابه ، وضروري لإعادة الثقة لبني حمير بعد إدمان " التوك توك " ، وسماع الأغاني الهابطة - باحبك يا حمار- التي تستخف بمشاعره..

عبر جولة حمارية في الأدب والاجتماع فندوا وسجلوا إلى اللجنة ، افتتان الأدباء بعبقرية هذا الحيوان الذكي .. فالعم توفيق الحكيم جعل الحمار شريكا له في كتابة كتبه المتعددة "حمار الحكيم"، و "حماري قال لي".. يفكر ويناقش معه الأعمال الأدبية الساخرة .. يحلل المشكلات كأنه فيلسوف .. أو حكيم .. أو معجون في السياسة والاجتماع .. ينتقد الفن بذوق ورأي فني متخصص .. يستمع ويتمتع بأغاني عبد الوهاب والطرب الأصيل .. يرفرف قلبه لسماع قصص الحب من أصحابه .. وتفيض عينه بالدمع إذا سمع من يتألم أو يرى آخر حزينا .. ووسط كل ذلك كون لهم توفيق الحكيم حزبا للحمير ..

وتحدث عنه العقاد كثيرا في كتبه .. وحقق إبراهيم المازني أعظم فروسيته من فوق ظهر الحمار.. والروائي الفلسطيني إميل حبيبي جعله بطلا في رائعته "المتشائل"، وأظهر جميل السلحوت عبقرية الحمار في مؤلفاته "حمار الشيخ" و "أنا وحماري"..

وزادت نشوة الكسالى وهم يعضدون طلبهم بتزيل .. وتدقيق .. وتفنيد عظمة الحمار ، فذكروا بأنه يستحق هذا التكريم من زمن ، بعد أن كرمه العرب وحملوا اسمه تكريما وتقديرا ، كحمير بن عدي وقبيلة بني حمير وعياض بن حمار وغيرهم .. يضاف لذلك شرف مرافقة عمر بن الخطاب عندما فتح بيت المقدس واستلم مفاتيح القدس الشريف .. وحمل سيدنا عيسى من جبل الطور إلى القدس، كما أهدى المقوقس حمارا لسيدنا محمد عليه السلام... فهنيئا للمغنيين العرب ممن تتشابه أصواتهم مع صوت الحمير .. والدعاء لإخواننا الكسالى .

0 التعليقات: