قد تعتريكم أطياف وأمواج من الاستغراب والاستهجان حينما تقرؤون حكايتي , وقد يترك البعض منكم لخياله الحبل على الغارب ، ليستحوذ عليه شعور بأنني عرافة مخاوية الجان.
لذا استحلف بالله كل من يتصفح حكايتي ، بعدم التسرع والتمهل حتى يهضمها وينتهي من قراءتها بالتمام ، بعدها يمكن إطلاق الأحكام مثل بقية الناس.
معذرة إن كانت قصاقيص من قصتي تطايرت وتناهت إلى أسماعكم , لكن رجائي الوحيد أن تسمعوا تفاصيلها بالكامل مني .. قد تكون هناك بضعة تفاصيل مملة أو يراها البعض ضد مصالحه .. لذا لا تضعوا أصابعكم في آذانكم من البداية مثل الآخرين ، وتضربوا كفا بكف , وتتحسروا علي ست العاقلين التي جنت.
أبدأ حكايتي من وصف المكان الذي وجدت نفسي بداخله واقفة في حيرة من أمري وحيدة .. قد يتبادر إلي أدمغتكم استفسار عن كيفية وصولي إلي هذا المكان ، ولكني لا أعرف حتى الآن , من المؤكد أنني انحدرت إليه من احد الأطباق الطائرة التي تعرفنا عليها من حكايات جدتي , أو جئته زاحفة عبر نفق مظلم تترسب علي جدرانه أملاح ورطوبة وريم أخضر.
ما يهمني حشوه في رءوسكم ، أنني فوجئت بوجودي وبقدرة قادر منتصبة مثل خيال المآتة , في مكان مقفر مغطي بطبقة من الرمال الحمراء.. مخيف موحش , بحثت لكم عن ألفاظ توحي وتعينكم على تخيل غرابة شكله فلم أجد .. أجهدت نفسي مرارا حتى أعياني وأرهقني البحث لوصفه ، فحاولوا أنتم أن تتخيلوا هذا المكان.. ضباب كثيف يكسوه .. كثافته أشد من شبورة الصيف التي تسدل أهدابها علي الطرقات الزراعية في الصباح الباكر , وآهات وآنات عميقة تدوي , أما الإضاءة فهي باهتة مخنوقة لا تشبه ضوء القمر أو أشعة الشمس, ورمل غريب أحمر قاني.
ساعتها تملكتني رعشة خوف في أطرافي , علي أثره دب مغص شديد في قلبي , وصكة مسموعة في أسناني.
اندفعت كالمجنونة أروح وأجئ بسرعة ، وقدماي تنغرسان حتى الكعبين داخل طبقة الرمال حتى داهمني الإرهاق , كنت أروح وأجئ مثل كلب قرصه الجوع , ولكن ذاكرته خانته وفقد مكان العظمة التي كان قد خبأها.
بعد فترة وجيزة لمحت من بعيد شيخ أحني الزمن ظهره ، يجلس فوق صخرة صغيرة , يحدق بنظره الضعيف داخل بؤرة بها أكوام من الحصى , بعصا غريبة الشكل أخذ يداعبها , وفوق تجاعيد وجهه النحيل المغطي بنمش بني , استقر تعبير غير واضح المعالم ، لا ينم عن ابتسامة ولا حزن أو اندهاشة أو يقين , أسفل عينه اليمني مباشرة تصاحب وجهه رعشة بصورة واضحة ومستمرة .. هل هي رعشة خوف ؟! أم رعشة قلق ؟! لم أتبين سببها بدقة .
كان يرتدي سترة غريبة لم أر لها مثيلا ، إلا في السترات التي كان يرتديها رعاة البقر في الأفلام الأمريكية , كانت طويلة من الخلف عن الحد المعروف عنه الآن ، يزينها خطوط طولية وصفان من الأزرار النحاسية.
حينما تنبه العجوز إلي وجودي , نهض في تثاقل .. مشي ناحيتي بخطوات بطيئة تناسب أقدامه الضعيفة المرتعشة التي تكاد تحمله بالكاد , ولولا تلك العصا الغريبة المزركشة التي يستند عليها , لإنكفأ علي وجهه ، عصا صنعت خصيصا من أجله , شكلها يصيبك بالرعب نحتت علي هيئة حية سوداء يتدلى منها لسان أحمر.
بمجرد أن تنبه سارع برسم ابتسامة عريضة علي وجهه ، من الوهلة الأولى توحي لك بأنها مصطنعة وتحمل عتابا , كانت كافية بأن تدفعني للإحساس بالتوجس والريبة منه , ولكن شهادة لله فقد انتابني شعور بأن تقاطيع وجهه مألوفة لي ..
- لماذا تأخرت كل هذا الوقت ؟!
في لعثمة واضحة رددت عليه :-
- هل كنت تنتظرني ؟!
- بلي منذ فترة طويلة , ألم تقرئي الدعوة الموجهة إليك ..
أشار بسبابة يده اليسري تجاه الملف الذي أحمله ، ملف بلاستيك لونه أحمر .. لم أتوان لحظة في فتحه والبحث بين دفتيه عن هذه الدعوة, قرأت منها الجزء العلوي حتى وصلت إلي اسمه المدون ،انعقد لساني عن الكلام وشعرت بتضخم في أذني ، وأصوات من الدبابير والنحل تطن بداخلها.
لم أصدق مقلتي .. قاسم أمين في انتظاري بشحمه ولحمه .. في مكاني تسمرت بطريقة كان ينقصني فيها ارتداء التاج حتى أتحول إلي الملكة نفرتيتي .. توهم في صمتي بأنه إنصات إلي حديثه , فراح يتحدث ويتكلم ، ربما ما كان يشغل بالي في ذلك الوقت , هو وجود قاسم أمين في مثل هذا المكان الموحش , وما بالي بالمدينة التي يدعونني إليها ؟!
أخذ النهار في التلاشي , انكسرت الإضاءة داخل المكان ، مكث يرغي وأنا أنصت ، حتى انتزعتني منه مفاجأة أشد ، خرج علينا شخص غريب الشكل ، شق العتمة بعضلاته النافرة والشعر الكثيف الذي يضرب جسده العاري ، من النظرة الأولي قد تحسبونه قد سقط من القرون البدائية , ذو طراز انمحي وأصبح من الحفريات, فهو أقرب في مخيلتكم إلي العبيد الذين نراهم في الأفلام ، كانت تجلبهم الملكة كليوباترا أو شجرة الدر ليحملونهما فوق الأعناق علي كرسي من الخشب, ليطلن علي رعاياهن .
خرج علينا بشعر أشعث , وجسده فارع .. ممتلئ .. شبه عار ، ووجه صارم عبوس عاري من الإحساس, ونظرات باردة متحجرة .
أتجه هذا النفر ناحية قاسم أمين ، في خطوات محسوبة وموحدة الخطى ، كأنه إنسان آلي مبرمج بعناية ، مد يده الغليظة وسلم في ترحاب واضح ، وسط ابتسامة متبادلة بينهما ، لمحت علي وجه هذا الثور نفس الرعشة الموجودة أسفل عين قاسم أمين .
أدرك قاسم مدي الخوف الذي يخالجني من أثر رؤيتي لهذا الثور , ابتسم ناحيتي لكي يهدئ من روعي , قبض علي يدي بشدة وقال:-
- لا ترتعد فهي حارسة المدينة .. جاءت لترافقنا إلي بيت رئيسة المدينة.
بعد أن تعرفت علي طبيعة هذا الثور ، امتزج الخوف لدي بقشعريرة وتقزز من شكلها ، كادت أمعائي تتقطع من مغص كان يدب بها ، كلما نظرت تجاهها وهي تعبر بنا ساحة واسعة , وقاسم أمين يتحرك ببطيء متعلقا بيدي اليمني حتى وصلنا إلي مدخل المدينة.
داهمتني دهشة غريبة من شكل المدينة فهي غير مدينتنا ، مبانيها تقف بلا تفاصيل بلا أبواب ولا شبابيك , شوارع ضيقة خانقة تتصاعد في بعض أجزائه وتنحدر فجأة في أماكن أخري , وعلي جانبي كل شارع يجري ماء لونه أحمر تتصاعد منه رائحة خمور داخل قناة، رائحة كنت أشمها في كافة الشوارع والمباني ، نفاذة تكاد تسكر قاطنيها , تتجمع حولها الحارسات حاملات كئوس من الفضة ، يملأنها ويشربن .
كان هناك صدي لأصوات ضرب ومشاجرات وآهات تحملها تيارات الهواء إلي آذاننا ، كانت تتردد في كافة شوارع المدينة , ومن وقت لآخر كان هناك رجال ونساء يشبهن الرجال والنساء في مدينتنا يمرون بجوارنا مكبلين بسلاسل ، وقد ارتسمت علي وجوههم علامات من القرف والتقزز , وبانت علامات التعذيب علي ملابسهم الممزقة ، ووجوههم المصابة بكدمات زرقاء ودماء ناشفة ، كانوا مقيدين بجنازير يمسك بأطرافها حارسات المدينة.
لم نمش كثيرا حتى بلغنا دار رئيسة المدينة , كان لونها من الخارج أحمر ، وهو لون يميزها عن ألوان بيوت المدينة الزرقاء ، عندها انشق الحائط عن باب واسع , دلفنا إلي حجرة رغم ضيقها الواضح , إلا أنها كانت تبدو واسعة لقلة الأثاث الموجود بها , وفي الجانب الأيمن منها لمحت بابا آخر موارب ، يتسرب منه ضوء خافت ، وخيال لشخص يروح ويجئ ، وصوت اصطدام أكواب وملاعق ورائحة نفاذة.
استقبلتنا رئيسة المدينة بابتسامة تشبه إلي حد قريب ابتسامة قاسم أمين , من الوهلة الأولي أدركت سبب اندهاش قاسم أمين حينما قابلني في الساحة الخارجية أول الأمر ، فقد بهره التشابه في الشكل الذي يجمع بيننا, ولولا الشعر الخفيف النابت فوق شفتها العلوية ، ويخط لها شنب خفيف , وشعرها الأبيض المنقوش , والنظارة السميكة المتهاوية علي أرنبة أنفها المدبب ، التي تضفي عليها مسوح الراهبات ، لولا كل ذلك لفشلت أنا الأخرى في معرفة الفرق بيننا , والشئ الأغرب أنني لمحت نفس الرعشة الموجودة عند قاسم أمين وعند الحارسة موجودة عندها.
استقرت بنا الجلسة في منتصف الحجرة , تحت إضاءة مصابيح قوية ذات ألوان حمراء موجهة إلي عيوننا , تناولت رئيسة المدينة الملف الذي أحمله ، قلبت بين أوراقه , تعرفت علي محتوي الخطبة التي سألقيها خلال احتفال المدينة , وكان تأثير حروفها واضحا علي معالم وجهها المجعد , وفي كلمات المدح والثناء .
بينما كنت أفرك يدي بقوة في انتظار الانتهاء من قراءة خطبتي ، دقت الرئيسة ناقوس موضوع في إهمال علي منضدة صغيرة من الحديد ، أدركت من تحرك الخيال أنها كانت تخاطب ذلك الشخص الموجود في الحجرة الملاصقة .
في الغالب الأعم أنه مطبخ , خرجت من داخله سيدة , شكلها بشع أصابتني رؤيتها من الوهلة الأولي بالقيء والغثيان , والذي لا أرغب في تذكره الآن , ولكي تشعرون بما أصابني تخيلوا ساقين من عيدان البلوط , البارز منه شوك وشعر كثيف فيكون هذا ساقيها , وماسورة مدببة لدبابة أكلها الصدأ فتكون هذه بطنها التي تسبقها , وشقة بطيخ نزع من داخلها اللب الأسمر , فيكون ذلك وجهها الذي تظهر عليه معركة قديمة للجدري , أما عودها فكان مثل عود القصب الذي انتزعت منه الزعزوعة.
خرجت علينا هذه السيدة من المطبخ ، تسبقها بطنها وصينية مرصوص عليها ثلاثة أكواب من الزجاج الأحمر القاني , تناول قاسم أمين ورئيسة المدينة كوبيهما , ومدت الصينية جهتي , ترددت في مد يدي ناحية الكوب ، لأنني لا أقوي علي تحمل الرائحة الغريبة التي كانت تتصاعد من هذا الكوب ، رائحة أقرب إلي الشيح الذي نستخدمه لطرد الثعابين من بيوتنا ، شعرت بذلك رئيسة المدينة , فابتسمت وقالت :-
- لا تخافي .. اشربي يا شيخة .. اشربي فزوجي يعتبر أنظف رجل في رجال القرية في شغل البيت.
بمجرد أن تعرفت علي أن هذه السيدة الحامل رجل , خارت قواي وغصت نفسي ودفعت إلي القيء المستمر , وغامت عيناي وسقطت مغشيا علي ، حينما استيقظت تساءلت :-
- هل الرجال يمكن أن يحملوا
ولكن استفساري قوبل بصمت يحمل استهجانا ، خرجنا نحن الثلاثة قاصدين الساحة الرئيسية للمدينة التي تجري فيها الاحتفالات.
تعلق قاسم أمين في يدي اليمني ، وبجوارنا مشت رئيسة المدينة تحيط بها حارساتها ، ولكن حدثت لي مفاجأة ونحن نواصل السير في الشارع العمومي المؤدي إلي ساحة الاحتفالات .. استرعي انتباهي قيام جمع غفير من الحارسات يقدن في الجنازير بضع رجال ونساء , ويقمن بملء الكئوس من القنوات الجارية بجانبي الشارع , وإرغام هؤلاء المكبلين علي تناولها وشربها .
حتى هذه المرحلة لم تكن مفاجأة ، لأن المشهد السابق تصادفه كلما تقدمت داخل المدينة ، ولكن المفاجأة كانت في وجود شيخ أحني الزمن ظهره ، اصفر وجهه من شدة الوهن , ذو شنب كث يغطي جزء من فمه ، يستند في مشيه علي عصا، ويرتدي حلة زرقاء قديمة رخيصة الثمن , وعلي رأسه تستقر طاقية زرقاء .
نظرات هذا الشيخ كانت موجه وتراقب قاسم أمين .. نظرات محملة باللوم والعتاب , أحزنت قاسم أمين ودفعته إلي جذبي من ذراعي , والإسراع بي مبتعدا ، دون أن يعطي هذا الشيخ أدني اهتمام .
سألت قاسم عن ذلك الشخص .. فتراءت ليفتراابتسم ابتسامة ساخرة ، شعرت فيها بسعادة نصر لا يضارعها غير فتوحات صلاح الدين الأيوبي وقال :-
- ألا تعرفينه .. إنه توفيق الحكيم.
- من أين جاء ومن الذي فعل به كل ذلك ؟!
كانت أصوات الضرب وصرخات الأطفال , تزداد وتقوي شيئا فشيئا , وتدنو مني لدرجة أنها شدت انتباهي ، رأيت حجرات كبيرة مشيدة من الزجاج الملون بالأحمر ، بين أركانها يزحف أطفال علي وجوهم يصرخون , بوجوه مستطيلة متجمدة مثلجة , يقف بينهم رجال حوامل مثل زوج رئيسة المدينة ، يرضعون هؤلاء الأطفال من أثدائهم .
في هذه اللحظة ثار في صدري إحساس بالتضخم وتصلبت الحلمات وتدفق اللبن فيهما , وتسرب داخل جسدي رعشة وغيرة شديدة ، وحنين جارف لإرضاع ابنتي التي لم يمر علي ولادتها شهرين , دفعني هذا الشعور بالهروب وترك هذه المدينة قبل الوصول إلي ساحة الاحتفال ، حاولت التملص من يد قاسم أمين التي ماتت علي كفي.
ساعتها لم أجد سبيلا للخلاص , واصلت السعي معهما إلي ساحة الاحتفال ، وبعد فترة بلغنا منصة الاحتفال ، من مكاني نظرت ناحية الساحة التي تقبع أسفلنا ، وجدتها لا تختلف كثيرا في شكلها عن المكان الذي وجدت نفسي فيه أول الأمر , صحراء .. ضباب .. أصوات.
في الصف الأول من الحاضرين المكبلين ، كان يجلس علي أرضية الساحة , ومنهم توفيق الحكيم .. العقاد .. مما عرفني بهم قاسم أمين .. كان يلفهم ضباب كثيف ، وفي خلفية هؤلاء أناس كثيرون ولكن الجو لم يتح لي رؤيتهم ، فالرؤية أمامنا لا تتسع إلا لمعرفة تفاصيل متر واحد , وذلك من شدة العتمة.
وقفت رئيسة المدينة متوجهة ناحية المنصة ، رحبت بوجودي داخل المدينة ، استعرضت الحلم الذي دفع المرأة الجديدة لتشييد هذه المدينة ، بعدها انتهت كلمتها وجاءت لتجلس بجواري .
صعد قاسم أمين المنصة ، تناول خطبة قريبة الشبه بما كتبته في خطبتي , بقيت منجذبة لكلماته حتى وقع ما لا في الحسبان , دوت انفجارات شديدة وصاخبة في نهاية الساحة , نظرت تجاه قاسم أمين ورئيس الجمعية ، فلم أجدهما يعبئان بما يجري فتوهمت بأنه لا يوجد خطر , ولكن مع علو الأصوات , دب بداخلي رعب وشعرت بأن أحداثا مهولة تقع دون أن أراها من شدة العتمة.
انتهي قاسم أمين من قراءة خطبته وجلس بجواري ، وجاء دوري في إلقاء كلمتي , سندت يدي علي المنصة , رتبت أوراقي ورحت أضع خطوطا حمراء أسفل الفقرات ، بدأت في إلقاء الخطبة , ولم أكد انتهي من الورقة الأولي , حتى لمحت الهلع والخوف علي وجوه الحارسات , اللاتي أخذن يجرين بطريقة عشوائية داخل الساحة , تطاردهم أصوات إنفجارات التي أخذت في الزحف ناحية المنصة .. شعرت بأن صوتي بدأ يتلاشى ، توقفت عن الكلام من شدة الخوف.. نظرت ناحية قاسم أمين ورئيسة المدينة فلم أجدهما في مكانهما ، فقد هربا وتركاني وحدي .. رأيت المكبلين قد كسروا قيودهم واتجهوا ناحيتي .. وجدت نفسي وحيدة أمام هذا الحشد الهائل من الغاضبين.
بدأت أنزوي وأشعر بالاختناق .. ولكن كل الأيادي امتدت ناحية عنقي .. كادت أنفاسي تتقطع .. تتوقف .. فصرخت بأعلى صوت .. وظللت أصرخ .. وأصرخ.. ومن يومها وأنا أصرخ.
قال لي زوجي بأنني كنت نائمة ، واستيقظت وأنا أصرخ ، وهرولت مسرعة ناحية حجرة مكتبي , فوجدت الدوسيه الأحمر موضوعا فوق المكتب فمزقت الأوراق الموجودة به.
ولكني لا أتذكر من ذلك شيئا .. ولا أعرف إن كانت حكايتي هذه حلما كما يقولون .. أو واقعا كما أعتقد... بعد انتهائي من رواية قصتي .. هل أنا مجنونة كما تتدعي النساء .. أم ست العاملين كما يراني الرجال بعد تمزيق الخطبة .